في وقتٍ تتصاعد فيه ألسنة اللهب من «غزة»، وتتسابق الأصوات الدبلوماسية مع دويّ المدافع، خرج رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، «بنيامين نتنياهو» برسالة واضحة: النهاية تقترب، ولكن السكون لم يأتِ بعد. ففي نظر تل أبيب، لا تهدئة قبل التصفية الكاملة لحركة «حماس»، ولا نهاية للحرب دون حسم مُدوٍ، يُعيد رسم المشهد في المنطقة.
وفي هذا الصدد، أعلن بنيامين نتنياهو، أن بلاده تقترب من «نهاية الحرب» ولكنها لم تصل إلى هناك بعد، مُؤكّدًا أنه سيتم تدمير حركة «حماس».
وقال «نتنياهو»، في مقابلة مع الصحفي اليهودي الأمريكي «بن شابيرو» في بودكاست: «نحن نقترب من نهاية الحرب – لكن لم نصل إلى هناك بعد».
وكان نتنياهو، مُرتبكًا إزاء «قضية عدد المختطفين» عندما قال: إن «ما بدأ في غزة سينتهي في غزة، مع إطلاق سراح رهائننا الـ(46) ونهاية نظام حماس»، على الرغم من وجود (48) مختطفا في غزة، مُضيفًا أن (20) من المختطفين لا يزالون على قيد الحياة، وهو الرقم الرسمي المعروف في إسرائيل.
وتابع رئيس الوزراء الإسرائيلي: «حركة حماس لم يتم تدميرها بعد، لكننا سنصل إليها. من المستحيل إنهاء (الحرب) وإبقاء الحركة في السُلطة، بصواريخ موجهة إلينا».
تصريحات «نتنياهو» تكشف عن رؤية إسرائيلية ماضية في الحسم العسكري، لا في التسويات المرحلية. وبينما تقترب الحرب من محطتها الأخيرة، يبدو أن ما بعد «النهاية» قد يحمل تحديات أكبر، خاصة في ظل هشاشة التوازنات الإقليمية، وغموض ما يُنتظر «غزة» والمنطقة بأكملها.
من جهة أخرى، بين أجواء التهديد والتوتر المُتزايد، يطل رئيس الوزراء الإسرائيلي، «بنيامين نتنياهو»، ليكشف عن خطرٍ لم يكن في الحسبان، مُؤكّدًا أن «الصواريخ الإيرانية» لم تعد محصورة في المنطقة، بل يمكنها الوصول إلى قلب «الولايات المتحدة».
وقال بنيامين نتنياهو، في مقابلة مع بودكاست للصحفي اليهودي الأمريكي بن شابيرو: «من حاول تطوير صواريخ باليستية نووية عابرة للقارات لتهديد مدنكم كانت إيران. لقد دمرنا هذه الخطة بمساعدة ترامب».
وأضاف: «تقوم إيران بتطوير صواريخ يبلغ مداها (8000) كيلومتر. أضف (3000) أخرى، وهي تُوجّه نواياها النووية إلى نيويورك وواشنطن وبوسطن وميامي - وحتى مار إيه لاغو. أنت لا تُريد أن تكون تحت مرمى نيران نووية للأشخاص الذين يصرخون «الموت لأمريكا»، منعت إسرائيل ذلك».
واعتبر «نتنياهو»، أن الصواريخ التي تنتجها إيران يُمكن أن تصل إلى الولايات المتحدة في المستقبل.
وصرّح نائب مسؤول التفتيش بمقر خاتم الأنبياء العسكري المركزي، «محمد جعفر أسدي»، الأربعاء الماضي، «صواريخنا ستصل إلى المدى الذي تحتاج إليه»، مُشيرًا إلى أن قوة ومدى الصواريخ الإيرانية جعلت الحرب التي بدأتها إسرائيل في يونيو تستمر (12) يومًا فقط.
ويصل مدى «الصواريخ الإيرانية» إلى ألفي كيلومتر، وهو المدى الذي حددته إيران لنفسها. وقال مسؤولون في الماضي إن هذا المدى كاف لحماية البلاد لأنه يُمكن أن يُغطي المسافة إلى إسرائيل.
يُذكر أن «القاذفات الأمريكية» وجهت ضربة إلى «مواقع نووية إيرانية»، بما فيها موقع «فوردو»، في يونيو الماضي، أثناء العملية العسكرية الإسرائيلية ضد إيران التي استمرت (12) يومًا واستهدفت المواقع النووية والقدرات الصاروخية الإيرانية.
من ناحية أخرى، لم تهدأ السماء، ولم تُطو صفحات الدم. ومع كل غارة جديدة، تسقط معها تصريحات الاحتلال. حركة «حماس» خرجت اليوم لتدحض ادعاءات «نتنياهو»، مُتهمة إياه بالكذب والتضليل، وسط استمرار القصف وسقوط الضحايا في غزة.