من «طوفان الأقصى» المُدوّي الذي هزّ أركان الشرق الأوسط، إلى «خطة السلام» التي طرحها الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، في محاولة لإنهاء صراع طال أمده، شهدت منطقة غزة وما حولها سلسلة من المحطات الحاسمة التي لم تترك مكانًا للأمل إلا في قلوب من ينشدون السلام. بين معارك دامية ونداءات إنسانية، تتشابك الأحداث وتتداخل المصالح، لتُشكل لوحة مُعقّدة من الحروب والآلام والتطلعات. هذا التقرير يستعرض أبرز المحطات التي رسمت معالم الصراع في غزة والمنطقة، ويكشف كيف أن مسيرة السلام التي يقودها «ترامب» تحمل بين طياتها أملاً صعب المنال وسط عواصف الأزمة.
ومنذ فجر السابع من أكتوبر 2023، يشهد «الشرق الأوسط» تصعيدًا مُتسارعًا في الأحداث، تخللتها غارات إسرائيلية وعمليات اغتيال وتدخلات دولية، حتى بلغ الصراع ذروته مع طرح خطة سلام أمريكية.
وفي فجر (7 أكتوبر 2023) شنت حركة «حماس» هجومًا واسعًا على إسرائيل من قطاع غزة، شمل إطلاق آلاف الصواريخ واقتحامات برية طالت بلدات حدودية إسرائيلية وأطلقت عليه اسم «طوفان الأقصى».
ونستعرض تاليًا أبرز التداعيات والأحداث الهامة التي حصلت منذ تاريخه حتى اليوم:
وفي موازاة ذلك، حصلت هدنتان رئيسيتان بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة:
الهدنة الأولى توقف مُؤقت لإطلاق النار، نوفمبر 2023
دخلت الهدنة حيز التنفيذ في (24 نوفمبر 2023) لمدة أسبوع تقريبا، وشملت تبادلا للأسرى وإطلاق بعض المساعدات الإنسانية.
الهدنة الثانية: يناير حتى مارس 2025
بدأت في (19 يناير 2025) على أساس صفقة من مرحلتين بين إسرائيل وحماس، تضمنت أيضًا تبادلًا للأسرى، مع التزام بوقف العمليات العسكرية. انتهت عمليًا بهجوم إسرائيلي استؤنف في (18 مارس 2025)، ولا يزال مُستمرًا.
في أعقاب هجوم (7) أكتوبر، كثفت إسرائيل من عملياتها العسكرية في «الضفة الغربية» تحت ذريعة مكافحة الإرهاب واحتواء النشاطات الفلسطينية المسلحة. وشملت هذه الحملات اعتقالات واسعة، مداهمات ليلية، وتدمير منشآت يصفها الجيش الإسرائيلي بأنها تستخدم لأغراض عسكرية.
وبدأت إسرائيل خطوات لتوسيع المستوطنات وضم أجزاء من الضفة الغربية، خاصة في الأغوار وشرقي القدس، مستغلة الظروف الأمنية لتبرير توسيع السيطرة على الأراضي الفلسطينية.
نفذت حركة «أنصار الله- الحوثيون» سلسلة من الهجمات البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن، مُستهدفة سفنًا مُرتبطة بإسرائيل. وتسببت هذه الهجمات في اضطراب حركة الشحن في البحر الأحمر، أحد أكثر طرق الشحن ازدحامًا في العالم، مما أثر على تدفقات التجارة العالمية.
وردًا على ذلك شنت إسرائيل «غارات جوية على صنعاء وصعدة»، ونفذت ضربات دقيقة ضد سفن وصواريخ حوثية في البحر الأحمر.
في (13 أبريل 2024)، اندلعت حرب مباشرة بين «إيران وإسرائيل» استمرت (12) يومًا. بدأت هذه الحرب بهجوم إيراني غير مسبوق على إسرائيل، ردًا على استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق من قِبل إسرائيل في (1) أبريل، والذي أسفر عن مقتل عدد من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني.
في (19 أبريل 2024)، شنت إسرائيل غارات جوية على مواقع في إيران، مُستهدفة منشآت دفاع جوي ومراكز قيادة في أصفهان ودمشق وبغداد.
استمرت المواجهات بين الجانبين حتى (25 أبريل 2024)، حيث أعلنت إيران عن تعليق الهجمات على إسرائيل بعد وساطة دولية، بينما أكدت إسرائيل التزامها بالهدنة بشرط وقف الهجمات الإيرانية.
في (9 سبتمبر 2025)، شنت إسرائيل غارة جوية على العاصمة القطرية «الدوحة»، استهدفت منطقة كتارا حيث كان يُقيم وفد من حركة حماس، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص، بينهم شرطي قطري، وإصابة آخرين.
وردًا على تلك العمليات العسكرية الإسرائيلية والتجويع الذي يشهده القطاع، وصل عدد الدول المُعترفة بالدولة الفلسطينية إلى (157) من أصل (193) دولة عضو في الأمم المتحدة.
والدول المُعترفة بفلسطين هي: «المسكيك، البهاما، جامايكا، ترينيداد وتوباغو، أيرلندا، إسبانيا، سلوفينيا، النرويج، أرمينيا، باربادوس، المملكة المتحدة، كندا، أستراليا، البرتغال، لوكسمبورغ، بلجيكا، أندورا، فرنسا، مالطا، موناكو، سان مارينو».
أعلن الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، عن خطة سلام مُكونة من (20) بندًا تهدف إلى إنهاء الحرب المُستمرة في «قطاع غزة»، تتضمن عدة بنود رئيسية تهدف إلى تحقيق وقف فوري للأعمال القتالية، إطلاق سراح الرهائن، وإعادة إعمار القطاع تحت إشراف دولي.
وقد أعلنت «حماس» عن استعدادها لإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين، الأحياء والأموات، وأبدت استعدادها للتفاوض على بنود الخطة، رغم رفضها نزع سلاحها أو التخلي عن تأثيرها في غزة.
المفاوضات جارية حاليًا في العاصمة المصرية «القاهرة»، حيث تجتمع الفرق الفنية من الولايات المتحدة، إسرائيل، حماس، ووسطاء دوليين لمناقشة التفاصيل النهائية لتنفيذ الخطة.
وهكذا، بين رصاصات طافت سماء غزة، ومبادرات سياسية عبرت حدود الملفات العالقة، يظل «الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي» شاهدًا على تعقيد الشرق الأوسط، وتحوُّلاته المتسارعة. من شرارة «طوفان الأقصى» التي فجّرت مرحلة جديدة من المواجهة، إلى طرح «خطة السلام» بقيادة الرئيس الأمريكي، «دونالد ترمب»، تقف المنطقة اليوم على مفترق طرق. طريقٌ قد يقود إلى تهدئة هشة، أو إلى انفجار آخر تُمليه الحسابات المتشابكة. وبين ركام الحروب ووعود السياسة، يبقى مصير الملايين مُعلّقًا على قرارات الكبار، في عالم لا يزال يبحث عن سلام لم يأتِ بعد.