في بلدٍ عُرف بثوراته السياسية ورفضه للصمت الشعبي، تعود «فرنسا» مُجددًا إلى واجهة الغضب الجماهيري، فقد كشفت استطلاعات الرأي الأخيرة عن تراجع خطير في شعبية الرئيس «إيمانويل ماكرون»، حتى باتت الغالبية ترى في استقالته مخرجًا للأزمة العميقة التي تعصف بالبلاد. بين ساحات الاحتجاج وصناديق الاستطلاع، يتآكل رصيد «ماكرون»… والشرعية على المحك.
وفي هذا الصدد، أظهرت استطلاعات رأي عديدة أجرتها وسائل إعلام فرنسية، أن غالبية المواطنين يُؤيدون استقالة «ماكرون» في أعقاب استقالة رئيس الوزراء الخامس «سيباستيان ليكورنو» صباح الإثنين.
وتُظهر نتائج استطلاع أجرته شركة «Toluna-Harris Interactive» لمحطة (RTL) الإذاعية أن (73%) من الفرنسيين يُؤيدون استقالة «ماكرون»، كما يعتقد (76%) من المستطلعين أن ماكرون يتحمل المسؤولية الرئيسية عن استقالة «ليكورنو».
ووفقًا لنتائج استطلاع أجرته شركة «Odoxa-BackBone Consulting» لصالح صحيفة «فيغارو»، فإن (70%) من المواطنين يؤيدون استقالة الرئيس الفرنسي، وفي الوقت نفسه، دعا (60%) من المستطلعين إلى حل المجلس الأدنى في البرلمان الذي تم انتخابه في يوليو 2024.
وتُشير بيانات استطلاع أجراه المعهد الفرنسي للرأي العام (IFOP) لصالح قناة (LCI) التلفزيونية إلى أن (66%) من الفرنسيين يُؤيدون استقالة ماكرون من منصبه. في الوقت نفسه، أعرب (53%) من المستطلعين عن اقتناعهم بأن ماكرون سيحل المجلس الأدنى في البرلمان بالبلاد في الأشهر القليلة المُقبلة.
وتُوضح نتائج استطلاع أجرته شركة (Elabe) لصالح قناة (BFMTV) التلفزيونية، أن (51%) من المواطنين الفرنسيين يُؤيدون استقالة ماكرون. ويتوقع (90%) من المستطلعين حدوث مشاكل اقتصادية خطيرة بسبب الأزمة السياسية في فرنسا.
وأجريت جميع الاستطلاعات في 6 أكتوبر الجاري، وشمل كل منها حوالي ألف مواطن فرنسي بالغ.
وقد أعلن «ليكورنو» في مؤتمر صحفي، يوم الإثنين، تقديم استقالته من منصب رئيس الوزراء، بعد أن شغل المنصب لأقل من شهر. وأضاف لاحقًا أنه سيُنفذ تكليف «ماكرون» بإجراء مشاورات نهائية مع ممثلي القوى السياسية المختلفة في محاولة لتشكيل حكومة جديدة. وهكذا، بقي ليكورنو في منصبه لمُدة (27) يومًا فقط.
ومنذ إعادة انتخاب «إيمانويل ماكرون» رئيسًا لفرنسا في عام 2022، شهدت البلاد تغيير خمسة رؤساء حكومات هم: «إليزابيث بورن، وغابريال أتال، وميشال بارنييه، وفرانسوا بايرو، وسيباستيان ليكورنو».
في لحظة فارقة من عمر الجمهورية الخامسة، وأمام تصدّعات المشهد السياسي الفرنسي، سلّم الرئيس «إيمانويل ماكرون» مفتاح الحكومة لرجل جديد، يُدعى «سيباستيان ليكورنو». مُهمة ليست ككل المهمات، وموعد حاسم ينتهي مع غروب شمس الأحد.
وفي هذا الصدد، أفادت قناة «بي إف إم تي في»، بأن الرئيس الفرنسي، «إيمانويل ماكرون» كلّف رئيس الوزراء الجديد «سيباستيان ليكورنو»، بتشكيل الحكومة بحلول مساء الأحد.
وبعد أكثر من ثلاثة أسابيع من تعيينه في (9) سبتمبر، لم يُشكّل «سيباستيان ليكورنو»، الذي من المقرر أن يلقي بيانه السياسي العام يوم الثلاثاء (7) أكتوبر، حكومته بعد.
وذكرت القناة نقلًا عن مصدر في حزب النهضة الذي يتزعمه الرئيس الفرنسي، أن «ماكرون أمهل سيباستيان ليكورنو حتى مساء الأحد لتشكيل الحكومة».
وأضافت: أنه «من المتوقع أن يُعلن ليكورنو عن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة في موعد أقصاه صباح الإثنين»، مُوضحة أن «ماكرون طالب بتشكيل حكومة مُستعدة للحوار مع اليسار في البلاد».
وطلب «ماكرون» من رئيس الوزراء «اختيار فريق مُتماسك» يتكون من (25) أو (26) وزيرًا وكاتب دولة وأن يكونوا «سياسيين للغاية، وقادرين على التحدث إلى اليسار».
على جانب آخر، في تحذير نادر له، أكد الرئيس الفرنسي، «إيمانويل ماكرون»، أن استمرار إسرائيل في العمليات العسكرية التي تُؤدي إلى سقوط ضحايا مدنيين في «غزة» قد يُكلفها خسارة دعم الرأي العام الدولي، ويُهدد صورتها على الساحة العالمية.