أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الاثنين، تنفيذ عملية قصف استهدفت تجمعًا لجنود وآليات جيش الاحتلال الإسرائيلي في حي تل الهوى جنوب مدينة غزة، في إطار المواجهات المستمرة منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023.
وقالت الكتائب في بيان مقتضب عبر قناتها الرسمية على تطبيق "تيليجرام"، إنها «دكّت تجمعًا لجنود وآليات العدو في حي تل الهوى بعدد من قذائف الهاون»، مؤكدة أن العملية جاءت ضمن ردها المتواصل على جرائم الاحتلال بحق المدنيين في القطاع.
ويُعد حي تل الهوى أحد أبرز مناطق الجنوب الغربي لمدينة غزة، ويشهد منذ أسابيع قصفًا مكثفًا من قبل قوات الاحتلال التي تحاول التقدم في عدة محاور، وسط مقاومة عنيفة من الفصائل الفلسطينية.
وفي السياق الإنساني، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 67,160 شهيدًا و169,679 مصابًا، منذ بدء العدوان في أكتوبر الماضي.
وأوضحت الوزارة أن 21 شهيدًا و96 مصابًا وصلوا إلى مستشفيات القطاع خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، كما تم تسجيل شهيدين و19 مصابًا من بين من وُصفوا بـ"شهداء المساعدات"، الذين سقطوا خلال محاولاتهم الحصول على الغذاء أو المساعدات الإغاثية، ليرتفع بذلك إجمالي ضحايا البحث عن لقمة العيش إلى 2,610 شهداء وأكثر من 19,143 مصابًا.
وفي تطور سياسي موازٍ، وصل وفد من حركة حماس برئاسة خليل الحية إلى القاهرة اليوم الاثنين، بالتزامن مع وصول الوفد الإسرائيلي لبدء محادثات غير مباشرة حول خطة السلام التي طرحها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي تهدف إلى التوصل لاتفاق لوقف الحرب المستمرة منذ عام.
وكانت الحركة قد أعلنت في الأسبوع الماضي موافقتها الجزئية على المقترحات الأمريكية – المصرية، لكنها لم تقدم ردًا نهائيًا على بعض البنود الخلافية، وفي مقدمتها ملف نزع السلاح، وهو ما تعتبره حماس مساسًا بحق المقاومة والدفاع عن الشعب الفلسطيني.
وتأتي هذه التطورات وسط تصاعد التوتر الميداني والسياسي في غزة، حيث يواصل الاحتلال عملياته العسكرية العنيفة في مناطق متعددة، بينما تؤكد الفصائل الفلسطينية استمرارها في الرد والدفاع عن القطاع حتى تحقيق وقف شامل لإطلاق النار ورفع الحصار.
ويرى مراقبون أن الأيام المقبلة قد تكون حاسمة في مسار التهدئة، في ظل الضغوط الإقليمية والدولية المتزايدة على تل أبيب وواشنطن، بعد تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق في القطاع المحاصر منذ أكثر من 18 عامًا.