في واقعة استثنائية وغير مسبوقة على الحدود المغربية الإسبانية، تمكن مهاجر غير شرعي من عبور الحدود الفاصلة بين المملكة المغربية وجيب سبتة الإسباني بطريقة فريدة، بعدما استخدم مظلة طيران شراعي ليهبط داخل الأراضي الأوروبية في واحدة من أغرب محاولات الهجرة التي شهدتها المنطقة في السنوات الأخيرة.
ووفقًا لما أوردته وسائل إعلام إسبانية، فقد رصدت كاميرات المراقبة الحدودية المشهد المذهل، حيث ظهر الشاب وهو يحلق فوق جبل موسى في الجانب المغربي، قبل أن يهبط في منطقة سيدي إبراهيم داخل سبتة، وهي منطقة معروفة بين السكان المحليين بكونها مقصدًا للمُتنزهين وراكبي الدراجات الجبلية.
وسارعت قوات الشرطة الإسبانية إلى موقع الهبوط فور اكتشاف الحادث، إلا أنها لم تعثر على المهاجر الذي اختفى عقب ملامسة الأرض، بينما وجدت معدات الطيران الشراعي الملونة التي تخلى عنها، بحسب ما نقله موقع ديلي ميل البريطاني.
وأشار التقرير إلى أن هذه العملية تُعد الأولى من نوعها التي تُنفذ بنجاح باستخدام المظلات في تلك المنطقة، رغم تسجيل محاولات مشابهة في حدود أوروبية أخرى خلال السنوات الماضية.
ونقلت مصادر أمنية إسبانية أن الشاب، الذي يُعتقد أنه في العشرينات من عمره، ربما اختار توقيت عبوره ليتزامن مع عملية نقل مهاجرين من سبتة إلى البرّ الرئيسي الإسباني لتخفيف الضغط على مراكز الإيواء، مؤكدة أن تكرار مثل هذه العمليات غير مرجح بسبب تكلفتها العالية وخطورتها، إذ تتطلب مهارات طيران دقيقة وخبرة مسبقة في التحليق الشراعي.
وتُعد مدينة سبتة إحدى النقاط الأكثر حساسية على الحدود المغربية الإسبانية، حيث تشهد بشكل متكرر محاولات عبور جماعية لمهاجرين يسعون للوصول إلى الأراضي الأوروبية، سواء عبر تسلق الأسوار الحديدية أو السباحة في البحر. ووفق بيانات وزارة الداخلية الإسبانية، تمكن نحو 1452 مهاجرًا غير نظامي من دخول سبتة برًّا بين يناير ويوليو 2024، بزيادة بلغت 7.2% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وتواصل الشرطة الإسبانية تحقيقاتها لتحديد هوية المهاجر منفذ العملية، التي أثارت موجة واسعة من الدهشة على مواقع التواصل الاجتماعي، واعتُبرت مثالاً جديدًا على إبداع المهاجرين في ابتكار أساليب خطرة وغير تقليدية لعبور الحدود نحو أوروبا.