في مشهد إقليمي تتصاعد فيه الاتهامات وتضيع فيه الحقائق بين التصريحات المتضاربة، خرجت «وزارة الدفاع السورية» عن صمتها، نافية ما وصفته بـ«مزاعم كاذبة» تروّج لها «قسد»، حول استهداف «الجيش السوري» للأحياء السكنية في «دير حافر». روايتان تتصارعان، والاتهامات لا تهدأ.
وفي هذا الصدد، نفت «الدفاع السورية»، المزاعم التي تُروّج لها «قوات سوريا الديمقراطية» حول استهداف الجيش للأحياء السكنية في دير حافر، مُؤكّدة أن «هذه الادعاءات المضللة تهدف إلى التغطية على جرائمها».
وقالت إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع السورية: «تنفي وزارة الدفاع المزاعم التي تُروّج لها قوات سوريا الديمقراطية حول استهداف الجيش العربي السوري للأحياء السكنية في دير حافر، وتُؤكّد أن هذه الادعاءات المُضللة تهدف إلى التغطية على جرائمها بحق المدنيين في مناطق شمال وشرق سوريا، ومحاولاتها المستمرة لزعزعة الأمن والاستقرار».
وأضافت: «تُؤكّد الوزارة أن وحدات الجيش العربي السوري تُمارس أعلى درجات ضبط النفس، وتختصر الرمايات في المرحلة الراهنة ضمن الحق في الرد على مصادر النيران، كما حصل قبل قليل حيث قامت وحدات الجيش العربي السوري بالرد على مصادر نيران قسد التي استهدفت قريتي حميمة والكيطة شرق حلب».
وأشارت وكالة الأنباء السورية أن «قوات قسد استهدفت خلال الفترة الماضية عددًا من القرى والبلدات في ريف حلب الشرقي بالقذائف والصواريخ، ما أسفر عن ارتقاء وإصابة عدد من عناصر الجيش والمدنيين في المنطقة».
هذا وأفادت وسائل إعلام سورية، ليلة الإثنين، باندلاع اشتباكات بين الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية في ريف حلب.
وكانت الحكومة السورية وقعت اتفاقًا مع «قسد» في 10 مارس 2025، وهو إطار مبدئي يهدف إلى دمج مؤسسات «قسد» العسكرية والمدنية ضمن الدولة السورية، مع ضمان حقوق جميع السوريين والمجتمع الكردي كمكون أصيل. ويتضمن الاتفاق وقف إطلاق النار، وتسليم المعابر النفطية والمطارات، مع رفض التقسيم وخطاب الكراهية على أن يتم تطبيق الاتفاق قبل نهاية 2025.
من ناحية أخرى، وسط تصاعد التوترات والتهديدات الأمنية، كشفت «السُلطات السورية»، عن تفاصيل اعتقال خلية إرهابية نشطة في محافظة «طرطوس»، حيث نفذت أعمالًا تُهدد سلامة المواطنين وأمن المحافظة، مما يعكس حجم التحديات التي تُواجهها سوريا في حربها ضد الإرهاب.
وفي هذا الصدد، أعلن قائد الأمن الداخلي في محافظة طرطوس السورية، «العقيد عبد العال محمد عبد العال»، القبض على خلية مُتورطة في تنفيذ «أعمال إرهابية» في 6 مارس الماضي.
وقال عبد العال: «في إطار المتابعة المستمرة للعملية الأمنية التي نفذتها قوات الأمن الداخلي في منطقة دريكيش قبل عدة أيام، والتي أسفرت عن تحييد أحد قادة المجموعات الخارجة عن القانون المجرم بشار حمود».
وأضاف: «وبعد جهد أمني دقيق ورصد مُتواصل، تمكنت وحداتنا المختصة من إلقاء القبض على باقي أفراد الخلية الإجرامية، المتورطين في تنفيذ أعمال إرهابية واستهداف قوات الجيش والأمن بتاريخ السادس من مارس (أحداث الساحل) من العام الجاري».
وتابع قائد الأمن الداخلي في محافظة طرطوس: «نُجدد العهد لأهلنا في محافظة طرطوس بأننا مستمرون في أداء واجبنا بحفظ الأمن والاستقرار وملاحقة كل الخارجين عن القانون».
على صعيد آخر، وفي وقت سابق، شهدت «الساحة السورية»، تطورًا جديدًا بإصدار مرسوم رئاسي ينص على تشكيل لجنة وطنية تُعنى بملف «العدالة الانتقالية»، أحد أبرز الملفات في مرحلة ما بعد النزاع.