المغرب العربي

الجزائر.. تفكيك شبكة إجرامية لتنظيم الهجرة إلى أوروبا

الجمعة 03 أكتوبر 2025 - 03:59 م
جهاد جميل
الأمصار

تمكنت فرقة البحث التابعة للمجموعة الإقليمية للدرك الوطني في عين تموشنت غرب الجزائر من تفكيك شبكة إجرامية متخصصة في تنظيم رحلات الهجرة غير الشرعية عبر البحر إلى أوروبا.

وذكرت صحيفة “النهار” المحلية أن الشبكة تضم 6 وحدات تهريب نشطة، وأسفرت عملية أمنية محكمة عن توقيف 23 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 17 و53 عامًا، بينهم قاصر واحد، و16 منظما، و14 ممن لهم سوابق قضائية ومطلوبون بأمر قبض.

وتم ضبط 4 سيارات سياحية وقارب صلب مزود بمحركين قويين، بالإضافة إلى 22 هاتفًا نقالًا و7 صفائح بنزين بسعة إجمالية تبلغ 70 لترًا، ومبالغ مالية باليورو والدينار الجزائري.

وبعد إتمام الإجراءات القانونية، تم تقديم الموقوفين أمام وكيل الجمهورية بمحكمة العامرية، ووجهت لهم تهم تتعلق بمغادرة التراب الوطني عبر منافذ غير قانونية، وتعريض حياة قاصر للخطر، وجناية تهريب المهاجرين.

وكانت أثارت قناة العربية السعودية جدلاً واسعاً بعد بثها مقطعاً مصوراً زعمت أنه يعود إلى الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر، ويظهر فيه وهو يقلل من دور الجزائر في حرب يونيو 1967. 

غير أن جهات إعلامية جزائرية وصفت الفيديو بأنه مجرد فبركة رقمية بتقنيات الديب فيك، تهدف إلى الإساءة للعلاقات بين الجزائر ومصر.

ويرى مراقبون أن هذه المحاولة ليست سوى حلقة جديدة في مسلسل التضليل الإعلامي، خاصة أن التاريخ يؤكد متانة التعاون بين القاهرة والجزائر في القضايا المصيرية.

 فقد لعبت الجزائر دوراً محورياً في حرب أكتوبر 1973، سواء عبر الدعم المالي أو من خلال إرسال قوات عسكرية شاركت على الجبهة المصرية، إلى جانب المبادرة التاريخية للرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين الذي تكفل بتوفير السلاح للجيش المصري عبر موسكو.

ويؤكد مؤرخون مصريون أن هذه المواقف ظلت راسخة في الذاكرة الشعبية المصرية، وهو ما يفسر عمق الروابط الأخوية بين الشعبين. أما الادعاء المنسوب لعبد الناصر، فلم يرد في أي مصدر رسمي أو أرشيف موثق، ما يعزز فرضية أنه مجرد محتوى مفبرك.

محاولة ضرب العلاقات الجزائرية – المصرية تندرج، وفق متابعين، ضمن مساعٍ لإثارة الفتنة وتشويه ذاكرة مشتركة صنعت بالنضال والدم. 

 

ويرى خبراء أن الهدف الخفي هو إضعاف ركيزتين أساسيتين في العالمين العربي والإفريقي، حيث لا تزال الجزائر ومصر تشكلان ثقلاً سياسياً ودبلوماسياً في الدفاع عن قضايا الشعوب.

في السياق ذاته، أوضحت شخصيات جزائرية أن تصريحاتها التي أذاعتها القناة السعودية جرى اقتطاعها من سياقها الطبيعي، وتم تلوينها سياسياً بما يخدم أجندة التشويه. وأكدت هذه الأصوات أن الدفاع عن التاريخ هو دفاع عن الأخوة، وأن العلاقات الجزائرية – المصرية لن تتأثر بمثل هذه الحملات الإعلامية.