كشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة في مصر، تفاصيل جديدة حول أزمة فيضانات السودان، مشيراً إلى أن خفض التصريف اليومي من سد النهضة الإثيوبي تسبب بشكل مباشر في تفاقم الأوضاع.
وأوضح شراقي، عبر تدوينة على حسابه بموقع "فيسبوك"، أن التصريف اليومي من سد النهضة انخفض خلال اليومين الماضيين إلى نحو 400 مليون متر مكعب فقط، وهو معدل قريب من متوسط الأمطار الحالية التي تسجل في نهاية موسم الأمطار نحو 300 مليون متر مكعب يومياً.
واعتبر أن هذا الخفض المفاجئ أسهم في تراجع مستويات النيل الأزرق والنيل الرئيسي، وبالتالي تراكم المياه وحدوث فيضانات غمرت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والمناطق السكنية في السودان.
وأشار الخبير المصري إلى أن السودان يمكنه حصر الخسائر الناجمة عن الفيضان، مؤكداً أن ما جرى لا يرتبط بالأمطار الحالية التي تُوصف بأنها "متوسطة" ولا تكفي وحدها للتسبب في مثل هذه الكوارث، بل يعود بالأساس إلى القرارات الأحادية الخاصة بتصريف مياه سد النهضة.
وأضاف شراقي أن من حق السودان المطالبة بتعويضات للسكان المتضررين من الفيضانات، خاصة مع وجود أدلة واضحة على أن الكميات المتدفقة من السد الإثيوبي لعبت الدور الأكبر في الأزمة الحالية.
ولفت إلى أنه من المتوقع أن تظل بوابتان من بوابات المفيض في سد النهضة مفتوحتين طوال شهر أكتوبر، في ظل استمرار توقف التوربينات الكهرومائية، لتكون البوابتان المنفذ الوحيد لتصريف مياه الأمطار.
تصريحات الخبير المصري أعادت الجدل مجددًا حول مسؤولية إثيوبيا القانونية عن الأضرار التي تلحق بدولتي المصب، مصر والسودان، نتيجة القرارات الأحادية في تشغيل سد النهضة. ويطالب مراقبون بضرورة تفعيل آليات دولية لمحاسبة أديس أبابا، وإلزامها بتعويض السكان السودانيين الذين تكبدوا خسائر فادحة في ممتلكاتهم وأراضيهم الزراعية نتيجة الفيضانات.
وفي ظل استمرار ارتفاع مناسيب النيل، حذرت السلطات السودانية المواطنين المقيمين قرب ضفاف النهر من مخاطر إضافية خلال الأسابيع المقبلة، ما لم يتم ضبط تدفقات السد بطريقة مسؤولة.
دخلت أزمة الفيضانات في السودان بعدًا جديدًا بعدما ألقت السلطات المصرية باللوم على الإجراءات الإثيوبية الأحادية بشأن تشغيل سد النهضة، معتبرة أنها السبب الرئيسي في الكارثة التي طالت عدة ولايات سودانية خلال الأيام الأخيرة.