أعلنت الأمم المتحدة، اليوم الخميس، مقتل ما لا يقل عن 91 مدنيًا في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور غربي السودان، خلال سلسلة هجمات شنتها قوات الدعم السريع على مدار عشرة أيام الشهر الماضي، في أحدث فصول الصراع الدموي بين الجيش السوداني والقوات شبه العسكرية.
وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إن حي "الدرجة الأولى" بمدينة الفاشر تعرض لهجمات متكررة بين 19 و29 سبتمبر، شملت قصفًا بالمدفعية وضربات بطائرات مسيّرة إلى جانب توغلات برية نفذتها قوات الدعم السريع.
وحذر تورك من استمرار "الهجمات والفظائع واسعة النطاق ذات الدوافع العرقية" في إقليم دارفور، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لحماية المدنيين ووقف الانتهاكات.
وفي أحدث الهجمات التي شهدتها الفاشر أمس الأربعاء، ذكرت شبكة أطباء السودان أن قوات الدعم السريع أطلقت صاروخًا استهدف حيًا سكنيًا، ما أسفر عن مقتل 16 شخصًا بينهم ثلاث نساء، وإصابة 21 آخرين من بينهم خمسة أطفال.
ووصفت الشبكة ما جرى بأنه "مجزرة متعمدة" بحق السكان.
وتُعد الفاشر آخر معقل رئيسي للجيش السوداني في إقليم دارفور، الذي يشهد تصاعدًا في العنف إلى جانب ولايات كردفان. ويثير الوضع الإنساني هناك قلقًا دوليًا متزايدًا مع استمرار الحصار المفروض على المدينة، وارتفاع أعداد الضحايا جراء المواجهات المسلحة.
ولم تصدر قوات الدعم السريع أي تعليق رسمي حتى الآن على اتهامات الأمم المتحدة أو على تقارير شبكة الأطباء بشأن القصف الأخير.
تشهد العاصمة السودانية الخرطوم ومحيطها أوضاعًا مقلقة بعد ارتفاع مناسيب نهر النيل، ما أدى إلى محاصرة مياه الفيضانات لسبع مناطق رئيسية في الولاية، وسط تحذيرات من تفاقم الأزمة.
وقال مساعد المدير العام للدفاع المدني، اللواء قرشي حسين، في تصريحات إعلامية، إن المياه تحاصر مناطق: الريف الجنوبي، الجموعية، العزوزاب، الكلاكلة القلعة، الشقيلاب، الفكي هاشم، ود رملي، إضافة إلى جزيرة توتي.
وأكد أن هذه المناطق تشكل خطورة حقيقية، إلا أن الأوضاع لا تزال "تحت السيطرة" بفضل الجسور الواقية التي تحمي المناطق السكنية حتى اللحظة.
وأضاف حسين أن الدفاع المدني نشر ارتكازات ميدانية ويتابع مناسيب النيل على مدار اليوم، مؤكداً الاستعداد للتدخل السريع في حال حدوث أي تسريب أو انهيار إضافي.