تشهد العاصمة السودانية الخرطوم ومحيطها أوضاعًا مقلقة بعد ارتفاع مناسيب نهر النيل، ما أدى إلى محاصرة مياه الفيضانات لسبع مناطق رئيسية في الولاية، وسط تحذيرات من تفاقم الأزمة.
وقال مساعد المدير العام للدفاع المدني، اللواء قرشي حسين، في تصريحات إعلامية، إن المياه تحاصر مناطق: الريف الجنوبي، الجموعية، العزوزاب، الكلاكلة القلعة، الشقيلاب، الفكي هاشم، ود رملي، إضافة إلى جزيرة توتي.
وأكد أن هذه المناطق تشكل خطورة حقيقية، إلا أن الأوضاع لا تزال "تحت السيطرة" بفضل الجسور الواقية التي تحمي المناطق السكنية حتى اللحظة.
وأضاف حسين أن الدفاع المدني نشر ارتكازات ميدانية ويتابع مناسيب النيل على مدار اليوم، مؤكداً الاستعداد للتدخل السريع في حال حدوث أي تسريب أو انهيار إضافي.
من جانبها، أشارت وزارة الزراعة والرعي إلى انخفاض في المياه الواردة من إثيوبيا، إذ تراجع الوارد إلى 382 مليون متر مكعب مقارنة بـ633 مليون متر مكعب يوم الثلاثاء. ورغم هذا الانخفاض، فإن مستويات المياه ما زالت مرتفعة في قطاع الخرطوم ـ كبجار، ما دفع الوزارة إلى دعوة المواطنين القاطنين على ضفاف النيل لاتخاذ إجراءات وقائية لحماية الأرواح والممتلكات.
في السياق نفسه، أطلقت غرفة طوارئ محلية وادي حلفا تحذيراً عاجلاً للسكان بضرورة توخي الحذر، بعد رصد ارتفاع خطير في منسوب مياه النيل ببحيرة النوبة.
وأكدت لجان المقاومة في المنطقة أن الوضع يستدعي استعداداً شاملاً من المجتمع المحلي، مع الدعوة إلى إخلاء المناطق المنخفضة وتجنب الطرق التي قد تغمرها المياه.
وتداول ناشطون ومتطوعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع تظهر انهيار معظم الحواجز الترابية التي شيدها الأهالي في محاولات يائسة لمنع تدفق المياه إلى الأحياء السكنية، وهو ما أدى فعلياً إلى تسرب المياه داخل بعض القرى والمناطق السكنية.
شهدت بلدة ود رملي الواقعة شمال العاصمة السودانية الخرطوم كارثة طبيعية جديدة بعدما اجتاحت مياه الفيضانات المنطقة، مما أدى إلى خسائر واسعة في الممتلكات وإجلاء مئات الأسر المتضررة.
وأكدت قوات الدفاع المدني السوداني أنها تمكنت من إجلاء أكثر من 500 أسرة من البلدة المنكوبة، بعد أن غمرت المياه عدداً من المنازل والطرق الرئيسية، ما تسبب في شلل تام للحركة وصعوبات في وصول المساعدات الإنسانية إلى بعض الأحياء.