في خطوة غير مسبوقة، وجّه رئيس كولومبيا، «غوستافو بيترو»، نداءً صارخًا بطرد الدبلوماسيين الإسرائيليين، مُدينًا بشدة اعتقال مواطني بلاده ضمن «أسطول الصمود»، ومُتهمًا رئيس وزراء الاحتلال «بنيامين نتنياهو» بارتكاب جريمة جديدة تستهدف السلام والأمن الدوليين.
وفي هذا الصد، أدان غوستافو بيترو، اعتقال القوات الإسرائيلية للناشطتين الكولومبيتين «مانويلا بيدويا ولونا باريتو» في المياه الدولية خلال مشاركتهما في «أسطول الصمود» المتجه إلى غزة.
ووصف «بيترو»، عبر منشور على موقع «إكس» الحادثة بأنها «جريمة دولية جديدة» من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مُشيرًا إلى أن المواطنتين تم اعتقالهما أثناء «مشاركتهما في أنشطة تضامن إنساني مع فلسطين»، مُطالبًا بتحرك فوري على عدة مستويات، يشمل: «تقديم جميع المطالبات الدبلوماسية اللازمة، حتى أمام القضاء الإسرائيلي».
وأضاف الرئيس الكولومبي: «اتفاقية التجارة الحرة مع إسرائيل مُدانة ويجب وقفها فورًا، ويجب أن يُغادر الوفد الدبلوماسي الإسرائيلي بالكامل كولومبيا».
هذا وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، «بنيامين نتنياهو»، في وقت سابق أمس الأربعاء، أنه وجّه تعليمات بعدم السماح لسفن «أسطول الصمود» بالوصول إلى غزة تحت أي ظرف.
في موقف لا يخلو من التحدي، رفعت «كولومبيا» صوتها عاليًا في وجه ما وصفته بانتهاك سافر للقانون الدولي، مدافعة عن كرامة مواطناتها وحق الشعوب في الحرية، بعد أن أقدمت «إسرائيل» على احتجاز اثنتين من الكولومبيات المشاركات في «أسطول الصمود».
وفي هذا الصدد، أدانت «كولومبيا»، اليوم الخميس، بشدة اختطاف القوات الإسرائيلية لمواطنتين كولومبيتين كانتا ضمن أسطول الصمود المتجه نحو «غزة»، مُؤكّدة أن الحادثة تُمثّل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي واتفاقيات جنيف.
وقالت الخارجية الكولومبية في بيان نشر في حسابها على منصة "إكس": "باسم حكومة وشعب كولومبيا، ندين بأشد العبارات عملية الاختطاف في المياه الدولية التي نفذتها القوات المسلحة الإسرائيلية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي واتفاقيات جنيف، بحق المواطنَتين الكولومبيتين لونا باريتو ومانويلا بيدويا، العضوتين في أسطول الصمود الدولي".
وأضاف البيان: "تطالب حكومة كولومبيا بالإفراج الفوري عن مواطنتيها، وكذلك عن جميع أعضاء الأسطول الآخرين. كما تدعو حكومات إسبانيا، بنغلادش، البرازيل، سلوفينيا، إندونيسيا، إيرلندا، ليبيا، ماليزيا، المالديف، المكسيك، عُمان، باكستان، قطر، تايلاند، تركيا، وجنوب إفريقيا إلى التحرك السريع والمنسَّق لحماية حياة وسلامة مواطنيهم".
وذكرت الخارجية في بيانها بأن أسطول "الصمود" الدولي أبحر في البحر الأبيض المتوسط بثلاثة أهداف، وهي: تقديم مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، إثارة الوعي الدولي بشأن الاحتياجات الإنسانية العاجلة للشعب الفلسطيني، والإخطار بضرورة وقف الحرب في غزة، مشددة على أنه لا يجوز لأي سياسة دولة أن تبرر المجازر أو الاحتجاز غير القانوني لمواطنين يسعون إلى السلام ويتخذون مبادرات إنسانية لتخفيف المجاعة المتعمدة الناجمة عن الأفعال غير المشروعة لدولة إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
واختتمت الخارجية الكولومبية بيانها بالتأكيد على تضامن كولومبيا مع الشعب الفلسطيني والتزامها باحترام القانون الدولي والعدالة العالمية.
من ناحية أخرى، من بوغوتا إلى واشنطن، ارتفعت لهجة الخطاب السياسي، حيث طالب الرئيس الكولومبي، «غوستافو بيترو»، علنًا، بمحاكمة نظيره الأمريكي، «دونالد ترامب»، على خلفية «الاعتداءات العسكرية» الأخيرة في منطقة «البحر الكاريبي»، في خطوة تعكس تدهورًا مُتسارعًا في العلاقات بين البلدين.