أعلنت منسقية اللاجئين والنازحين في السودان، اليوم الأربعاء، تسجيل 12 حالة وفاة جديدة و212 إصابة مؤكدة بوباء الكوليرا في إقليم دارفور، في أحدث حصيلة تعكس استمرار تفشي المرض بشكل مقلق في البلاد.
وبحسب بيانات المنسقية، فإن السودان يشهد منذ يوليو/تموز 2024 أطول موجة تفشٍ للكوليرا في تاريخه، إذ سُجل ما يقارب 113,629 إصابة و3029 حالة وفاة في 18 ولاية، مما يجعل الوضع الصحي من بين الأكثر خطورة على مستوى الإقليم الإفريقي.
وتُعد الكوليرا عدوى إسهالية حادة تنجم عن تناول مياه أو أطعمة ملوثة ببكتيريا "ضمة الكوليرا"، وتشكل تهديدًا عالميًا للصحة العامة ومؤشرًا واضحًا على هشاشة البنية الصحية وضعف التنمية.
ويواجه السودان تحديات مضاعفة في احتواء الوباء نتيجة الصراع المستمر منذ عامين، والذي تسبب في نزوح جماعي وتعطيل البنية التحتية الصحية، إضافةً إلى النقص الحاد في خدمات المياه النظيفة والصرف الصحي. ويؤكد خبراء الصحة أن هذه الظروف خلقت بيئة مثالية لانتشار الأمراض المنقولة بالمياه.
ويُفاقم موسم الأمطار من خطورة الأزمة، إذ تسهم الفيضانات في تلويث مصادر المياه، ما يؤدي إلى ارتفاع معدلات الإصابة بالكوليرا. وتحذر منظمات دولية من أن تفاقم انتشار المرض يهدد بكارثة إنسانية أوسع إذا لم يتم توفير دعم عاجل لاحتواء الوباء عبر تعزيز أنظمة الرعاية الصحية، وتأمين المياه النظيفة، وإطلاق حملات توعية ولقاحات في المناطق الأكثر تضررًا.
ويأتي تفشي الكوليرا في وقت يعاني فيه السودان من أزمات إنسانية متشابكة، تشمل النزاعات المسلحة ونقص الغذاء والدواء، الأمر الذي يضاعف الضغوط على السكان والهيئات الطبية على حد سواء.
يتواصل فيضان نهر النيل للأسبوع الأول على التوالي، متسببًا في غمر مساحات واسعة من الأراضي الزراعية وعدد من القرى في السودان، فيما حذر الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، من خطورة استمرار التدفق العالي للمياه من سد النهضة، مشيرًا إلى وجود سيناريو قد يؤدي لانهيار سد الروصيرص بالسودان.
وقال شراقي، في منشور عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك" اليوم الأربعاء، إن حجم التصريف من سد النهضة تراجع بشكل طفيف أمس الثلاثاء ليسجل 633 مليون متر مكعب، مقارنة بـ 750 مليون متر مكعب في اليوم السابق، لكنه ما زال أعلى من المعدلات الطبيعية في هذا التوقيت التي تبلغ نحو 300 مليون متر مكعب يوميًا.