قررت الدائرة القضائية المختصة في تونس تأجيل محاكمة رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي وعدد من قيادات الحركة، في قضية تتعلق بـ"التآمر على أمن الدولة"، إلى موعد لاحق لم يُحدد بعد.
وقاطع الغنوشي الجلسة على غرار جلسات سابقة في قضايا أخرى يلاحق فيها، متهماً السلطات بتوظيف القضاء لتصفية خصومها السياسيين.
ويُعد هذا الملف أول قضية أودع بسببها رئيس حركة النهضة السجن، حيث تعود وقائعه إلى عام 2003 حين حذّر في مؤتمر سياسي مما وصفه بـ"خطر استئصال التيارات السياسية على السلم الأهلي"، وهو تصريح اعتبرته السلطات "دعوة إلى العنف وتهديداً للأمن العام".
وتشمل القضية أيضاً عدداً من قيادات النهضة، وقال محامي الدفاع مختار الجماعي لـ"مونت كارلو الدولية" إن الفريق القانوني كان ينتظر اليوم تحديد موعد الجلسة المقبلة، مؤكداً أن الغنوشي يواصل مقاطعة المحاكمة بسبب "غياب الثقة في القضاء".
في المقابل، وصفت جبهة الخلاص الوطني، أبرز تحالف معارض، هذه المحاكمات بأنها "وصمة عار"، داعية القوى السياسية والمدنية إلى توحيد الجهود من أجل استعادة الديمقراطية والحريات العامة.
وتأتي هذه التطورات في وقت ما يزال عدد من السياسيين والمحامين والإعلاميين ورجال الأعمال قيد الاحتجاز في قضايا مشابهة، أبرزها "التآمر على أمن الدولة" و"تبييض الأموال".
وتصرّ المعارضة وهيئات حقوقية على أن هذه القضايا "مسيسة وتهدف لإقصاء المعارضين"، فيما تؤكد السلطات أن الموقوفين يُحاكمون في قضايا جنائية بحتة.
وفي وقت سابق، كان أصدر القضاء في تونس، اليوم الأربعاء، حكما بالسجن في حق زعيم إخوان تونس راشد الغنوشي بـ22 عاما في قضية التخابر المعروفة إعلاميا بقضية "انستالينغو".
وأعلنت الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية في تونس أحكامها في قضية "أنستالينغو" ضد 41 متهما بعد أن تواصلت الجلسة الى ساعة متأخّرة من فجر اليوم.
وقد حكم على رفيق عبد السلام وزير الخارجية الأسبق وصهر الغنوشي بـ34 سنة سجنا وسمية الغنوشي ابنة راشد الغنوشي بـ25 سنة سجنا وابنه معاذ بـ35 سنة سجنا.
كما أصدر القضاء في تونس، حكما في حق القيادات الإخوانية وأصحاب مؤسسة انستاينغو هيثم الكحيلي بـ28 سنة سجنا وسالم الكحيلي بـ54 سنة سجنا ويحي الكحيلي بـ18 سنة سجنا.
وحكم على القيادي بحركة النهضة السيد الفرجاني بـ13 سنة سجنا ورئيس المخابرات التونسية السابق لزهر لونقو بـ15 سنة سجنا والإعلامية التونسية شهرزاد عكاشة بـ27 سنة سجنا، إضافة إلى 3 مدونين وصحفية في القضية ذاتها.
