أعلنت لجنة إغاثية بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، مقتل 6 مدنيين وإصابة 24 آخرين، جراء قصف مدفعي استهدف مركز إيواء للنازحين، محملة "قوات الدعم السريع" مسؤولية الهجوم.
وقالت لجنة مقاومة الفاشر في بيان، إن "قوات الدعم السريع قصفت تكايا الطعام في الفاشر، ما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين بينهم نساء وأطفال، فيما تُركت الأواني محطمة والطعام متناثرًا على الأرض"، معتبرة أن الهجوم استهدف حتى أماكن كانت ملاذًا للفقراء والجائعين.
والتكايا هي مطابخ جماعية يقيمها متطوعون بدعم من الخيرين والمنظمات الإنسانية لتوفير الوجبات للنازحين والمحتاجين في مناطق النزاع.
ولم تصدر "قوات الدعم السريع" أي تعليق فوري على الاتهامات حتى الساعة 20:30 ت.غ، رغم أنها تؤكد عادةً حرصها على تجنب استهداف المدنيين في النزاع المستمر منذ أكثر من عامين.
من جانبه، أدان حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، القصف، معتبرًا أن "استهداف مليشيا الدعم السريع أحد مراكز الإيواء والنزوح في الفاشر يمثل جريمة جديدة تضاف إلى سجلها الدموي ضد المدنيين العزل". وأضاف في تدوينة عبر "فيسبوك": "هذا الاعتداء الغادر الذي يستهدف النساء والأطفال والشيوخ النازحين يظهر بوضوح أن هذه المليشيا لا تفرق بين مقاتل ومدني".
ودعا مناوي منظمات حقوق الإنسان إلى التدخل العاجل لحماية المدنيين وإنقاذ أهالي الفاشر، مؤكدًا أن ما جرى يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.
وتخضع مدينة الفاشر لحصار تفرضه قوات الدعم السريع منذ 10 مايو/أيار 2024، رغم تحذيرات دولية من خطورة التصعيد العسكري، خصوصًا كون المدينة مركزًا رئيسيًا للعمليات الإنسانية في ولايات دارفور الخمس.
يذكر أن الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 خلفت أكثر من 20 ألف قتيل، إلى جانب نزوح ولجوء نحو 15 مليون شخص، وفق الأمم المتحدة، بينما أشارت دراسة أجرتها جامعات أمريكية إلى أن الحصيلة الفعلية للضحايا قد تبلغ نحو 130 ألف قتيل.