حوض النيل

فيضانات السودان.. مشاهد مأساوية بسبب تصريف سد النهضة

الثلاثاء 30 سبتمبر 2025 - 04:43 م
هايدي سيد
الأمصار

تشهد دولة السودان أوضاعًا إنسانية كارثية بعد اجتياح موجة فيضانات مدمرة لعدد من الولايات، نتيجة الارتفاع الكبير في منسوب مياه النيل الأزرق عقب فتح بوابات سد النهضة الإثيوبي.

ووثقت مقاطع مصورة نشرها مواطنون سودانيون عبر منصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب تغطيات إعلامية محلية، مشاهد مأساوية لفيضانات واسعة غمرت قرى ومناطق سكنية بكاملها. 

فقد اجتاحت المياه المنازل والأسواق والأراضي الزراعية، مما يهدد الأمن الغذائي ويضاعف من معاناة السكان بعد نزوح مئات الأسر من بيوتهم التي غمرتها المياه.

وتظهر في بعض المقاطع مشاهد مؤثرة لمواطنين سودانيين وهم يسيرون وسط مياه الفيضان التي وصلت إلى مستوى الأكتاف، بينما حاول آخرون رفقة فرق الإنقاذ إقامة حواجز ترابية باستخدام أكياس الرمال لوقف تدفق المياه وحماية الأراضي الزراعية.

 ومن أبرز المناطق المتضررة غرب شندي والعبدوتاب وكوبري الحلفايا، إضافة إلى قرية الرايات بمحلية سنجة في ولاية سنار، وجنوب الدمازين بمحلية قيسان، وخور البطحة في أبو كرشولا.

وأفادت تقارير محلية أن الفيضانات ألحقت أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية، حيث دُمرت منازل بالكامل وتضررت طرق رئيسية وجسور حيوية، ما أدى إلى عزل بعض القرى وإعاقة حركة التنقل بين الولايات.

وفي بيان رسمي، حذرت وزارة الري والموارد المائية السودانية المواطنين القاطنين على ضفاف النيل من خطورة الأوضاع، داعيةً إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الأرواح والممتلكات.

 وأكدت الوزارة استمرار ارتفاع مناسيب النيل خلال الأسبوع الحالي، حيث بلغ إيراد النيل الأزرق نحو 699 مليون متر مكعب يوميًا، فيما خُفض تصريف سد الروصيرص إلى 613 مليون متر مكعب. كما سجلت محطات أخرى أرقامًا مرتفعة، منها سد سنار (688 مليون متر مكعب)، وجبل أولياء (130 مليونًا)، وسد خشم القربة (120 مليونًا)، وسد مروي (730 مليون متر مكعب).

وأوضحت الوزارة أن محطات رئيسية في ود العيس (سنجة)، الخرطوم، مدني، شندي، عطبرة، بربر وجبل أولياء وصلت إلى مستويات الفيضان، إلى جانب ولايات النيل الأزرق، سنار، الجزيرة، الخرطوم، نهر النيل والنيل الأبيض.

ومع استمرار هطول الأمطار الغزيرة وارتفاع مناسيب النيل، تتزايد المخاوف من تفاقم الكارثة الإنسانية، في وقت أطلقت فيه السلطات السودانية نداءات عاجلة لفرق الإغاثة والمنظمات الدولية لتقديم الدعم والمساعدات للسكان المتضررين، خصوصًا في المناطق الريفية المعزولة.