دراسات وأبحاث

وسط ترقُّب موقف «حماس».. خطة «ترامب» لإنهاء الحرب في غزة تحظى بدعم دولي

الثلاثاء 30 سبتمبر 2025 - 08:05 ص
مصطفى عبد الكريم
ترامب - صورة تعبيرية
ترامب - صورة تعبيرية

وسط أجواء من الترقُّب والانتظار، تتصدر خطة الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب» لإنهاء الحرب في غزة المشهد الدولي، بعد أن حظيت بدعم واسع من القوى العالمية. في الوقت الذي ينتظر فيه العالم رد حركة «حماس» على المقترح الأمريكي، تُلوح في الأفق فرصٌ جديدة لوقف نزيف الدم وتحقيق استقرار هش في المنطقة، وسط تساؤلات عن مدى جدية الأطراف في قبول السلام الحقيقي.

حقوق الفلسطينيين في الخطة

وحظيت خطة «ترامب»، المُكوّنة من (21) بندًا لإنهاء الحرب في غزة، بترحيب دولي واسع، بينما ينتظر الجميع موقف حركة «حماس» من المقترح. وأكد المبعوث الأمريكي الخاص، «ستيف ويتكوف»، أن الخطة تضم ضمانات واضحة تُحقق حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني.

وقال ستيف ويتكوف: «جميع المعنيين بهذا الأمر يُريدون أن يتحقق، والرئيس ترامب يُؤمن بأنه سيحدث، وهو متمسك به، هذا ما يمنحني الأمل حقًا، وسيصل إلى خط النهاية»، ما دفع السُلطة الفلسطينية للترحيب بالجهود التي وصفتها بـ«الصادقة والحازمة» التي يبذلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عقب إعلانه عن خطة واشنطن لإنهاء الحرب في غزة.

وفي الداخل الإسرائيلي، قال عضو الكنيست الإسرائيلي «بيني جانتس»: «إنه يجب تنفيذ خطة ترامب بشأن غزة، ويجب ألا نُضيع فرصة استعادة المحتجزين وحماية أمننا»، ودعا زعيم حزب الديمقراطيين في إسرائيل إلى تقديم شبكة أمان برلمانية كاملة لخطة ترامب، مُؤكّدًا أن «خطة ترامب تُمثّل الأساس الصحيح للتوصل إلى صفقة تبادل وإنهاء الحرب».

تضامن عربي وإسلامي

كما رحبت (8) دول عربية وإسلامية بالدور القيادي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجهوده الصادقة لإنهاء الحرب في غزة، وأكدت ثقتها بقدرته على إيجاد طريق للسلام. جاء ذلك في بيان مشترك صدر أمس الإثنين، عن وزراء خارجية «مصر، والأردن، والإمارات، وإندونيسيا، وباكستان، وتركيا، والسعودية، وقطر».

وشدد الوزراء على أهمية الشراكة مع الولايات المتحدة في ترسيخ السلام في المنطقة، كما رحبوا في هذا السياق بإعلان الرئيس ترامب عن مقترحه الذي يتضمن إنهاء الحرب، وإعادة إعمار غزة، ومنع تهجير الشعب الفلسطيني، ودفع عجلة السلام الشامل، وكذلك إعلانه بأنه لن يسمح بضم الضفة الغربية.

وأكد الوزراء استعدادهم للتعاون بشكل إيجابي وبنّاء مع الولايات المتحدة والأطراف المعنية لإتمام الاتفاق وضمان تنفيذه، بما يضمن السلام والأمن والاستقرار لشعوب المنطقة.

كما أكدوا التزامهم المشترك بالعمل مع الولايات المتحدة لإنهاء الحرب في قطاع غزة من خلال اتفاق شامل يضمن إيصال المساعدات الإنسانية الكافية إلى القطاع دون قيود، وعدم تهجير الفلسطينيين، وإطلاق سراح المحتجزين، وإنشاء آلية أمنية تضمن أمن جميع الأطراف، والانسحاب الإسرائيلي الكامل، وإعادة إعمار غزة، وتكريس مسار للسلام العادل على أساس حل الدولتين.

واعتبر الوزراء أن حل الدولتين، الذي يتم بموجبه توحيد غزة بشكل كامل مع الضفة الغربية في دولة فلسطينية وفقًا للقانون الدولي، هو مفتاح لتحقيق الاستقرار والأمن الإقليميين.

ترحيب أوروبي بخطة ترامب

إلى جانب ذلك، رحّب الرئيس الفرنسي، «إيمانويل ماكرون»، بالتزام ترامب بإنهاء الحرب في غزة وضمان الإفراج عن المحتجزين، مُؤكّدًا أن إسرائيل مطالبة بالانخراط في الخطة، وأن «حماس» لا خيار أمامها سوى التنفيذ الفوري، مُشددًا على أن باريس ستُواصل دعم حل الدولتين ومتابعة التزامات الأطراف.

وأكد «ماكرون»، أن فرنسا مُستعدة للمساهمة وستُواصل متابعة التزامات جميع الأطراف، كما عبّر عن توقعه من إسرائيل أن تتفاعل بنشاط مع المبادرة.

وذكر مكتب رئيسة وزراء إيطاليا، أمس الإثنين، أن «إيطاليا» تُرحّب باقتراح ترامب لإنهاء الحرب في غزة، وأبدت استعدادها للقيام بدورها، بالتنسيق الوثيق مع الولايات المتحدة والشركاء الأوروبيين والجهات الفاعلة في المنطقة.

وأضاف المكتب في بيان: «الاقتراح الذي قدّمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم يُمكن أن يُمثّل نقطة تحول، مما يُتيح وقفًا دائمًا للأعمال القتالية، والإفراج الفوري عن جميع المحتجزين، ووصولًا إنسانيًا كاملًا وآمنًا للسكان المدنيين».

وجاء في البيان: «بالنسبة لحركة حماس، على وجه الخصوص، لديها الآن الفرصة لإنهائها بالإفراج عن المحتجزين، والموافقة على عدم الاضطلاع بأي دور في مستقبل غزة، ونزع سلاحها بالكامل».

من جانبه، قال وزير الخارجية الألماني، «يوهان فاديفول»، إن الخطة الأمريكية لغزة فرصة تاريخية لإنهاء الحرب المروعة، مُضيفًا: «مُستعدون لدعم الخطة بشكل ملموس».

باكستان تُطالب بحل الدولتين

رحّب رئيس وزراء باكستان، «شهباز شريف»، بخطة ترامب بشأن وقف إطلاق النار، في ظل ما وصفه بـ«الإبادة الجماعية» التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة منذ عامين.

وقال شهباز شريف، في تدوينة نشرها عبر منصة «إكس»، إنه مُقتنع بأن السلام الدائم بين الشعب الفلسطيني وإسرائيل ضروري لتحقيق الاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي في المنطقة، مُضيفًا: «أعتقد أن ترامب مُستعد لتقديم كل أشكال الدعم لتنفيذ الاتفاق المُهم والعاجل». وشدد على قناعته بأن تطبيق حل الدولتين ضرورة مُلحة لضمان سلام دائم في المنطقة.

موقف حماس يُحدد المستقبل

وسط ترقُّب حذر لموقف حركة «حماس» من خطة الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب» لإنهاء الحرب في غزة، تظل الأنظار مُعلّقة على رد الفعل الفلسطيني الذي قد يُحدد مصير هذه المبادرة الدولية التي حظيت بدعم واسع. في وقت يشهد فيه العالم أملًا جديدًا لوقف نزيف الدم وتحقيق السلام، تبقى التحديات كبيرة، وتبقى مُعادلة الاستقرار في المنطقة مُعلّقة بين قبول السلام أو استمرار الصراع.