أحداث خاصة

«البنتاجون» على حافة الانقسام.. خلافات حول استراتيجية الدفاع الأمريكية الجديدة

الثلاثاء 30 سبتمبر 2025 - 07:22 ص
مصطفى عبد الكريم
البنتاجون
البنتاجون

وسط أروقة «البنتاجون»، تدور معركة حامية حول «مستقبل استراتيجية الدفاع الأمريكية الجديدة»، حيث انقسم المسؤولون بين مُؤيدين ورافضين، وسط أصوات انتقاد تصف الخطة بأنها «قصيرة النظر» وغير مُجدِية، مما يُهدد وحدة المؤسسة العسكرية الأهم في العالم.

وفي هذا الصدد، أفادت صحيفة «واشنطن بوست» نقلًا عن مصادرها، بوجود خلافات بين مسؤولي «البنتاجون» حول استراتيجية الدفاع الأمريكية الجديدة، حيث اعتبرها البعض قصيرة النظر وغير مُجدِية.

خلاف حول رؤية الاستراتيجية

ونقلت الصحيفة عن أشخاص يعملون على وضع الاستراتيجية قولهم: «وصفوا شعورًا مُتصاعدًا بالإحباط تجاه خطة يرونها ضيقة الأفق وقد تكون غير ذات صلة، خاصة في ظل النهج الشخصي للغاية والمتناقض أحيانًا الذي يتبعه الرئيس في السياسة الخارجية".

وأضافت الصحيفة: «يرى العسكريون أن الاستراتيجية الجديدة تُركّز بشكل مُفرط على التهديدات الداخلية على حساب التحديات العالمية، ويقلقهم بشكل خاص تضييق نطاق المنافسة مع الصين ليقتصر على قضية تايوان فقط، بينما تقوم بكين برأيهم  بتحديث عسكري واسع النطاق».

خطاب استراتيجي بطابع حزبي

ووفقًا لمصدرين مطلعين، فإن خطاب الاستراتيجية الجديدة يحمل طابعًا «حزبيًا أكثر» ويتهم إدارة الرئيس السابق «جو بايدن» بإضعاف الجيش.

كما أشارت مصادر الصحيفة إلى مخاوف بشأن خطة وزير الدفاع الأمريكي لإعادة هيكلة القوات المسلحة، حيث من المتوقع أن تشمل التخفيضات «800 جنرال وأميرال يشرفون على القوات المسلحة الأمريكية».

نسبة النساء تُثير التساؤلات

ولاحظت أن نسبة النساء بين المفصولين حتى الآن «مرتفعة بشكل غير مُتناسب»، مما يُثير تساؤلات إضافية لدى منتقدي الاستراتيجية الدفاعية الجديدة.

وكان قد أُعلن سابقًا أن وزير الدفاع الأمريكي «بيت هيجسيث»، أمر بدعوة المئات من كبار القادة العسكريين على وجه السرعة إلى اجتماع في ولاية فرجينيا دون الإفصاح عن موضوع الاجتماع.

أوامر طارئة وتحوُّلات عسكرية.. وزير الدفاع الأمريكي يُشعل البنتاجون

صمت رسمي، أوامر طارئة، وتحركات غير مُعتادة داخل «البنتاجون»... هذا ما تشهده «واشنطن» عقب استدعاء غير مُبرر أصدره وزير الدفاع الأمريكي «بيت هيجسيث»، لعشرات الجنرالات، في وقت تتصاعد فيه الأسئلة حول طبيعة المرحلة المُقبلة للقوات المسلحة الأمريكية.

استدعاء مُفاجئ يُربك البنتاجون

وفي خطوة مُباغتة أربكت الأوساط العسكرية والسياسية في واشنطن، أصدر وزير الدفاع الأمريكي، أوامر طارئة باستدعاء مئات الجنرالات والأدميرالات للتجمع الأسبوع المُقبل في قاعدة «مشاة البحرية» بولاية فرجينيا، دون الكشف عن الأسباب، ما أثار موجة من القلق والتكهنات داخل «البنتاجون»، خاصة في ظل حملة إقالات وتغييرات غير مسبوقة طالت كبار القادة هذا العام.

ماذا يحدث؟

وبحسب ما نقلته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، عن أكثر من اثني عشر مصدرًا مطلعًا، فقد أُرسلت التعليمات إلى جميع كبار الضباط حول العالم تقريبًا، بمن فيهم قادة القوات الأمريكية في مناطق الصراع وأوروبا والشرق الأوسط ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ. وتشمل الأوامر الضباط برتبة عميد فما فوق، إضافًة إلى مستشاريهم العسكريين، بينما استثنيت المناصب الإدارية.

وقال المتحدث باسم البنتاجون،« شون بارنيل»، إن الوزير سيُخاطب كبار قادته في الاجتماع المقرر الثلاثاء المُقبل في كوانتيكو، دون أن يكشف عن تفاصيل إضافية، مُكتفيًا بالقول إن الاجتماع «مُخطط له مُسبقًا».

استدعاء جماعي يُثير الجدل

وأثار حجم الاستدعاء «استغرابًا» داخل الأوساط العسكرية. إذ أشار عدد من القادة السابقين للصحيفة إلى أنهم لا يتذكرون سابقًة لاستدعاء هذا العدد الكبير من الجنرالات وقادة الأركان دفعة واحدة.

ونقلت «واشنطن بوست» عن أحدهم قوله: «الناس قلقون للغاية. ليس لديهم أدنى فكرة عما يعنيه ذلك».

وشكك آخرون في جدوى الأمر، خصوصًا مع إلزام قادة ميدانيين في مناطق بعيدة بالحضور، مُعتبرين أن ذلك قد يُعرذض مصالح أمنية للخطر.

وذكر أحد المصادر، «لا يُمكنك أن تطلب من قادة يُشرفون على قواتهم في أنحاء العالم أن يتركوا مواقعهم دون أن يعرفوا الهدف أو جدول الأعمال».

تغييرات جذرية تطال البنتاجون

ويأتي هذا التطور بينما يُنفذ «هيجسيث» سلسلة تغييرات جذرية في «البنتاجون»، شملت خفضًا مقترحًا بنسبة (20%) في عدد الضباط رفيعي الرتب، وتسريح عشرات القادة، فضلًا عن مقترح لإعادة تسمية وزارة الدفاع لتُصبح «وزارة الحرب».

وكان وزير الدفاع الأمريكي أمر في مايو الماضي بتسريح نحو (100) جنرال وأدميرال، بينهم ضباط من فئة الأربع نجوم، في خطوة وُصفت بأنها محاولة لـ«إعادة هيكلة القيادة العليا». كما طالت الإقالات مُؤخرًا شخصيات بارزة مثل مدير وكالة استخبارات الدفاع، ومسؤولين كبار في البحرية وقوات العمليات الخاصة.

وتُضاف هذه التحركات إلى سلسلة من قرارات إدارة ترامب التي شملت إقالة رئيس هيئة الأركان المشتركة وعددًا من كبار قادة الأسلحة البحرية والجوية وخفر السواحل، في حملة وُصفت بأنها «تطهير واسع النطاق»، وأثارت مخاوف من اهتزاز استقرار المؤسسة العسكرية الأمريكية.

تسريبات تربط الاجتماع بالصين

في المقابل، تُشير تسريبات من داخل الإدارة الأمريكية إلى أن الاجتماع قد يكون مُرتبطًا بصياغة استراتيجية دفاع وطني جديدة، تضع «الدفاع عن الوطن» في صدارة الأولويات، مع إبراز «الصين» كأكبر تهديد للأمن القومي الأمريكي.

ومع استمرار الغموض وغياب التوضيح الرسمي، تترقب «واشنطن» ما إذا كانت هذه التحركات بداية لتحول عميق في العقيدة العسكرية الأمريكية… أم تمهيدًا لقرارات أكبر لم تُكشف بعد.