بينما يترقب العالم ما ستؤول إليه الجهود الأميركية لإنهاء حرب غزة، لاحت شرارة الخلافات في الأفق بين واشنطن وتل أبيب حول خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي وُصفت بأنها "الأكثر جرأة" منذ اندلاع المواجهة.
فبينما يراها البيت الأبيض فرصة تاريخية لإرساء تسوية شاملة، يضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطوطًا حمراء قد تعرقل الإعلان عن اتفاق وشيك.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية (كان) عن تلك المصادر أن الإعلان عن اتفاق يوم الإثنين "غير مؤكد"، رغم التحضيرات المكثفة التي يجريها نتنياهو مع طاقمه المصغر لمناقشة الخطة المؤلفة من 21 بندًا، والتي تُطرح باعتبارها أساسًا لإنهاء الصراع الدائر منذ شهور.
وتضع إسرائيل وفقًا للمصادر ثلاثة شروط رئيسية لقبول أي اتفاق، وهي: تفكيك حركة حماس بالكامل، وإعادة جميع الرهائن المحتجزين في غزة، إضافة إلى رفض فكرة حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية. وأكدت المصادر أن نتنياهو "لم يرضخ من قبل للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، ولن يرضخ الآن لأي طرف آخر".
في المقابل، تتضمن خطة ترامب بنودًا جوهرية، أبرزها إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين خلال 48 ساعة، ونزع سلاح غزة، وإطلاق برنامج "لإزالة التطرف" من القطاع، إلى جانب انسحاب الجيش الإسرائيلي بشكل كامل، والتمهيد لتسوية سياسية تقود إلى إقامة دولة فلسطينية، مع ضمان حق إسرائيل في استئناف القتال "إذا انتهكت سيادتها".
نتنياهو أبدى خلال مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأميركية تحفظاته على بعض عناصر الخطة، مؤكدًا أن "تفاصيل الاتفاق لم تُحسم بعد"، لكنه أشار إلى أنه لا يعارض المقترح بشكل كامل. كما ألمح إلى احتمال بحث "توفير مرور آمن" لقادة حماس خارج القطاع بموجب شروط محددة، إذا ما أوقفت الحركة القتال وأطلقت سراح الرهائن.
من جانبه، صرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوكالة "رويترز" بأن ردود الفعل الأولية من إسرائيل والقادة العرب كانت "إيجابية"، مضيفًا أن المفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق النار "بلغت مراحلها الأخيرة". وأعرب ترامب عن أمله في الحصول على الضوء الأخضر من نتنياهو خلال اجتماعهما المرتقب، لإطلاق ما وصفه بـ"صفقة تنهي الحرب".
لكن مصادر إسرائيلية رجحت وجود "شكوك قوية" في قبول حركة حماس للمبادرة، خاصة أنها صيغت دون إشراكها المباشر، الأمر الذي قد يعقّد فرص تنفيذ الخطة في المدى القريب.