من ساحات القتال إلى دوائر النفوذ الدولي، يبدو أن زعيم نظام كييف، «فولوديمير زيلينسكي»، لا يكتفي بخوض الحرب في الداخل، بل يسعى إلى ترسيخ حضور بلاده في «إفريقيا»، من خلال اتفاقيات لتصدير فائض الأسلحة، قد تفتح صفحة جديدة في العلاقات الأوكرانية الإفريقية.
وفي هذا الصدد، أعلن «زيلينسكي»، أن أوكرانيا توصلت إلى اتفاقيات مع عدة دول إفريقية بشأن «إرسال الفائض من الأسلحة المصنعة لصالح القوات الأوكرانية إلى تلك الدول».
وكتب فولوديمير زيلينسكي في قناته على «تلجرام»: «بالنسبة لمسألة تصدير السلاح الخاضع للرقابة، ونقصد به تصدير الأسلحة التي لا يُعاني الجيش الأوكراني من نقص فيها.. تم التوصل إلى اتفاق مع القارة الإفريقية على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهناك بالفعل عروض من عدة دول إفريقية وطلب لتمثيل أوكراني في إفريقيا».
ولم يُحدد زيلينسكي، الدول الأفريقية المعنية بالاسم. ووفقًا له، تعتزم «كييف» بالإضافة إلى إفريقيا تصدير الأسلحة إلى أوروبا والولايات المتحدة ودول الشرق الأوسط، مُؤكدًا أن تصدير الأسلحة سيكون خاضعًا لرقابة صارمة، وأن عائداته ستذهب لشراء الأسلحة التي تفتقر إليها القوات المسلحة الأوكرانية.
وكان زيلينسكي، قد أعلن في (19) سبتمبر عن نيته سد فجوة تمويل تصنيع الأسلحة من خلال ما يسمى بالتصدير الخاضع للرقابة لبعض أنواع الأسلحة المصنعة في أوكرانيا، مُوضحًا في مؤتمر صحفي لاحق أن الزوارق المُسيّرة البحرية ستكون في مُقدمة صادرات الأسلحة الأوكرانية، والتي قال إنها مُتوفرة بكثرة في البلاد.
وفي وقت سابق، أفادت النائبة في البرلمان الأوكراني «غالينا يانشينكو»، بإمكانية حصول «انهيار» في المجمع العسكري الصناعي الأوكراني بسبب انخفاض الطلب المحلي، ورأت أن منع هذا التراجع ممكن من خلال التصدير المدروس للأسلحة.
على جانب آخر، من ساحات الحرب إلى احتمالات الحوار، فتح زعيم نظام كييف، «فولوديمير زيلينسكي»، بابًا جديدًا في جدار الأزمة، مُلوّحًا باستعداده للقاء نظيره الروسي «فلاديمير بوتين»، لكن في أماكن بعيدة عن «الكرملين»، حيث رشّح دولًا عربية وأوروبية قد تحتضن اللقاء إذا توافرت شروطه.
وفي هذا الصدد، أعلن «زيلينسكي»، أنه مُستعد للقاء «بوتين»، مُقترحًا عدة دول عربية وأوروبية على رأسها «كازاخستان». بشرط «ألا يكون اللقاء في موسكو».
وقال «زيلينسكي»، في مقابلة مع قناة «فوكس نيوز» الأمريكية: «جميعنا، كل فرقنا، اقترحنا اللقاء في تركيا، السعودية، قطر، في دول أوروبا المحايدة مثل النمسا، سويسرا.. إذا أردتم، على سبيل المثال في كازاخستان».
وردًا على سؤال توضيحي من مذيع القناة الأمريكية، أكد زيلينسكي، استعداده للقاء رئيس الدولة الروسية.
وقبل أسبوع، أعلن زيلينسكي، مرة أخرى استعداده للقاء «ترامب وبوتين» بشكل ثلاثي أو ثنائي دون شروط مُسبقة، ثم استدرك ووضع شرطًا على الفور - ألا يكون اللقاء في موسكو.
وكان «ترامب»، قد أعلن سابقًا عن الاستعدادات للقاء بين بوتين وزيلينسكي، قد يعقبه لقاء ثلاثي بمشاركته. وأشار «يوري أوشاكوف»، مساعد القائد الروسي للشؤون الدولية، إلى أنه خلال مكالمة هاتفية، أعرب بوتين وترامب عن دعمهما لاستمرار المفاوضات المباشرة بين وفدي روسيا وأوكرانيا.
وفي هذا الصدد، نوقُشت على وجه الخصوص فكرة دراسة إمكانية رفع مستوى ممثلي الجانبين الأوكراني والروسي.
وسبق أن صرّح وزير الخارجية الروسي، «سيرغي لافروف»، بأن روسيا مُستعدة لمناقشة الجوانب السياسية للتسوية مع أوكرانيا والعمل بأي شكل، بينما لم تتلق موسكو بعد ردًا من كييف على اقتراح إنشاء ثلاث مجموعات عمل للنظر بشكل أكثر تحديدًا في القضايا الإنسانية والعسكرية والسياسية، الذي قدمه الجانب الروسي خلال المفاوضات في إسطنبول عام 2022.
وأشار «لافروف»، إلى أن «زيلينسكي هو الذي رفض دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للحضور إلى موسكو للمفاوضات».
وكان «بوتين»، قد صرّح سابقًا بأنه إذا كان «زيلينسكي» مُستعدًا للقاء، فليأت إلى موسكو. ورفض زعيم نظام كييف هذا العرض، بينما أعلن بشكل مُتناقض أنه مُستعد للقاء «بأي شكل».
من ناحية أخرى، في ظلّ استمرار الحرب التي مزّقت «أوكرانيا» وخلفت آلاف القتلى والنازحين، لا يزال «زيلينسكي» يطرق أبواب العالم الغربي بحثًا عن دعمٍ أشدّ. وفي نداء جديد، وجّه زعيم نظام كييف، دعوته إلى واشنطن والعواصم الأوروبية لتكثيف العقوبات على «روسيا»، مُتهمًا موسكو بالتصعيد المُستمر دون رادع فعلي.