جيران العرب

مستشار خامنئي: «الاتفاق الدفاعي السعودي الباكستاني بوابة مُحتملة لتحالف إقليمي بمساندة إيران»

الأحد 28 سبتمبر 2025 - 02:50 ص
مصطفى عبد الكريم
مستشار المرشد الإيراني
مستشار المرشد الإيراني اللواء رحيم صفوي

بينما تشهد المنطقة تحوُّلات «جيواستراتيجية» مُتسارعة، يُبرز الاتفاق الدفاعي بين «السعودية وباكستان» كإشارة جديدة إلى إعادة رسم خريطة التحالفات، في وقت ترى فيه «إيران» أن هذا التقارب قد يُشكّل مدخلًا لتحالف إقليمي أوسع، لا تستبعد المشاركة فيه.

وفي هذا الصدد، أشاد «اللواء رحيم صفوي»، مستشار المرشد الإيراني، باتفاقية الدفاع المشترك التي وقّعتها السعودية وباكستان مُؤخرًا، مُعتبرًا إياها «تطورًا إيجابيا قد يفتح الباب أمام بناء تحالف إقليمي أوسع».

إيران تُلمّح لإمكانية الانضمام

وقال «صفوي» في مقابلة مع شبكة «إس إن إن» الإيرانية: «كما تعلمون، وقّعت السعودية وباكستان مُؤخرًا اتفاقية دفاعية مشتركة، أرى في ذلك خطوة إيجابية، وإذا انضمت إيران إليها فسيكون أمرًا جيدًا».

وأضاف المسؤول الإيراني: أنّ «الولايات المتحدة تتجه تدريجيًا نحو التركيز على منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ومع تراجع حضورها في الشرق الأوسط، يُمكن للدول الإسلامية في المنطقة أن تُؤسس تحالفًا إقليميًا مشتركًا».

وكان ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء «الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز»، ورئيس الوزراء الباكستاني «محمد شهباز شريف»، قد وقعا عقب المباحثات التي جرت بين الجانبين في الرياض يوم (17) سبتمبر، «اتفاقية الدفاع الاستراتيجي المشترك» التي تنص على تعزيز الردع المشترك ضد أي اعتداء.

اتفاق استراتيجي يُوحد الموقف الدفاعي

وذكر بيان مشترك: إن «توقيع اتفاقية الدفاع الاستراتيجي المشترك بين الجانبين يأتي في إطار سعي البلدين لتعزيز أمنهما وتحقيق الأمن والسلام في المنطقة والعالم». وتنص الاتفاقية على أن «أي اعتداء على أي من البلدين هو اعتداء على كليهما».

وفي السياق، صرّح مسؤول سعودي بارز لوكالة «رويترز»، أن الاتفاقية مع باكستان «دفاعية شاملة تشمل جميع الوسائل العسكرية»، مُوضحًا أنها «تعكس تعاونًا طويل الأمد بين البلدين، وليست استجابة لأحداث محددة».

إيران تنتقد البيان الأمريكي حول الأحداث الداخلية وتعتبره تدخلاً وخداعًا

على صعيد آخر، في سياق التوتر المتصاعد بين «إيران والولايات المتحدة»، جاءت التصريحات الإيرانية الأخيرة لتُؤكّد على عُمق الخلاف بين البلدين. فبعد البيان الأمريكي حول «الأوضاع الداخلية في إيران»، خرجت طهران لتصفه بـ«التدخل السافر والخداع»، مما يعكس حجم القطيعة الدبلوماسية والتصعيد في العلاقات بين الطرفين.

إيران تُندد بالتدخل الأمريكي

وفي هذا الصدد، انتقدت وزارة الخارجية الإيرانية، بيانًا لنظيرتها الأمريكية صدر بذريعة ذكرى اضطرابات شهدتها إيران قبل (3) أعوام مُعتبرة إياه مثالًا واضحًا على «التدخل العدواني والإجرامي بشؤونها الداخلية».

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، بيانا للخارجية الإيرانية جاء فيه: "تدين وزارة خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية بيان وزارة الخارجية الأمريكية، المليء بالنفاق والخداع والوقاحة، بذريعة ذكرى الاضطرابات التي شهدتها البلاد قبل 3 أعوام، وتعتبره مثالا واضحا على التدخل الأمريكي العدواني والإجرامي في الشؤون الداخلية الإيرانية".

وأضاف البيان: "لا يمكن لأي إيراني عاقل ووطني أن يصدق ادعاءات الصداقة والتعاطف التي يطلقها نظامٌ له تاريخٌ طويلٌ في التدخل في الشؤون الإيرانية وارتكاب جرائمَ متنوعةٍ ضد الإيرانيين وآخرها التواطؤ مع الكيان الصهيوني في مهاجمة المنشآت النووية وقتل العلماء الإيرانيين وأعضاء الحرس الثوري والنساء والأطفال خلال الهجوم الإجرامي في يونيو الماضي".

إيران تُهاجم دعم أمريكا لإسرائيل

وتابع البيان: "أمريكا بصفتها أكبر داعمٍ للكيان الصهيوني المحتل والمجرم، الذي قتل أكثر من 65 ألف شخصٍ بريء (في غزة)، معظمهم من النساء والأطفال، في أقل من عامين فقط، وبصفتها دولة تُعدّ العنصرية والتمييز العنصري جزءا من ثقافتها الحاكمة والسياسية، فانها لا تملك أي أهلية للتعليق على المفاهيم السامية لحقوق الإنسان".

واختتمت الخارجية الإيرانية بالقول: إن "الشعب الإيراني الواعي وثاقب النظر يُقيّم ادعاءات الساسة الأمريكيين بشأن حقوق الإنسان في ضوء ممارساتهم المخادعة والإجرامية في جميع أنحاء العالم، وخاصة في منطقة غرب آسيا، ولن ينسى أو يغفر أبدا الجرائم الوحشية والتدخلات غير القانونية والمستمرة للجهاز الحاكم الأمريكي ضد بلدنا".

ويوم الثلاثاء، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية بيانا، بمناسبة "الذكرى الثالثة لمقتل الشابة الإيرانية مهسا أميني"، مشيرة إلى أن "اسمها لن ينسى أبدا، وأن مقتلها، إلى جانب كثيرين آخرين، يمثل لائحة اتهام حاسمة ضد"، ماوصفته بـ"جرائم طهران بحق الإنسانية".

البيان الأمريكي

وذكر البيان، أن "الولايات المتحدة تقف إلى جانب الشعب الإيراني في سعيه للكرامة وحياة أفضل"، مؤكدة "استمرار ممارسة أقصى الضغوط على نظام طهران لمحاسبته على جرائمه بحق شعبه وجيرانه".

واختتم البيان بالقول إن "الولايات المتحدة ستواصل العمل مع شركائها للتأكد من أن الانتهاكات التي ارتكبت تُحاسب، مع التركيز على حقوق الإنسان والعدالة، وضغوط دبلوماسية مستمرة على طهران".

إيران ترفع مستوى التهديد: «كل السيناريوهات مطروحة في مواجهة إسرائيل»

من ناحية أخرى، وفي وقت سابق، أطلقت «إيران» تحذيرًا عالي النبرة عبر مستشار المرشد الأعلى، «اللواء رحيم صفوي»، مُلمّحة إلى أن المواجهة مع «إسرائيل» قد لا تكون بعيدة، وأن الاستعدادات تشمل سيناريوهات مُتعددة، ما يعكس تصعيدًا واضحًا في خطاب طهران السياسي والعسكري.