قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا في جامعة القاهرة بمصر، إن طريقة تشغيل سد النهضة الإثيوبي أسفرت عن حدوث فيضان في مياه النيل الأزرق، بدلاً من أن يكون السد وسيلة لحمايته وتنظيم تدفقه.
وأوضح شراقي، في تصريحات نشرها عبر حسابه على موقع "فيسبوك"، أن التحذيرات السابقة بشأن ضرورة اتباع سياسة تفريغ تدريجي لبحيرة سد النهضة قبل بدء موسم الأمطار لم تؤخذ بعين الاعتبار، وهو ما أدى إلى تفاقم الأزمة.
وأشار الخبير المصري إلى أن السلطات الإثيوبية لجأت إلى تصريف غير مسبوق للمياه بلغ نحو 750 مليون متر مكعب يومياً في نهاية سبتمبر، وهو معدل يحدث لأول مرة في التاريخ، مما تسبب في فيضانات واسعة على مجرى النيل الأزرق، وهدّد بشكل مباشر الأوضاع في دولة السودان المجاورة.
وأضاف شراقي أن ما وصفه بـ"العناد وعدم الاعتراف بعدم كفاءة تشغيل التوربينات" في السد ساهم في تفاقم الأزمة، مؤكداً أن ذلك يمثل خطراً بيئياً وإنسانياً على السودان، ويضع المنطقة أمام تحديات مائية خطيرة.
ويأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه أزمة سد النهضة توتراً متواصلاً بين كل من مصر والسودان وإثيوبيا، حيث تتمسك أديس أبابا بحقها في استغلال مواردها المائية وتوليد الكهرباء عبر السد، بينما ترى القاهرة والخرطوم أن المشروع يشكل تهديداً مباشراً لأمنهما المائي، خاصة في ظل غياب اتفاق قانوني ملزم يحدد قواعد الملء والتشغيل.
وقد عقدت عدة جولات تفاوضية برعاية الاتحاد الإفريقي وأطراف دولية، من بينها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلا أن جميعها انتهت دون التوصل إلى اتفاق نهائي. وتؤكد مصر مراراً أن النيل بالنسبة لها "مسألة وجودية"، فيما يحذر السودان من المخاطر المباشرة على سدوده والبنية التحتية المائية بسبب غياب التنسيق.
ويخشى خبراء أن يؤدي استمرار التعنت وعدم الوصول إلى تفاهمات مشتركة إلى تفاقم التوتر الإقليمي وربما تهديد الأمن والاستقرار في منطقة القرن الإفريقي، خصوصاً مع تأثيرات التغير المناخي وتزايد احتياجات السكان للمياه.
بحث رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس مع وزير الخارجية الروسي سبل تعزيز التعاون المشترك في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، ودعم موسكو لجهود السلام والاستقرار في السودان.