جيران العرب

بريطانيا تعتزم إعادة ضبط بريكست ببرنامج جديد للشباب

السبت 27 سبتمبر 2025 - 04:09 م
هايدي سيد
الأمصار

تسعى وزيرة المالية البريطانية راشيل ريفز إلى إعادة ضبط طموحة لسياسة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست"، وذلك في إطار خطة تستهدف تعزيز النمو الاقتصادي وتوفير آفاق أوسع للشباب في المملكة المتحدة.

ووفقًا لما أوردته صحيفة الإندبندنت البريطانية، فإن ريفز تدفع نحو اتفاق جديد يهدف إلى معالجة الأضرار الاقتصادية والاجتماعية التي لحقت بالشباب بعد البريكست، خاصة فيما يتعلق بفرص العمل والدراسة في أوروبا.

وكشفت الوزيرة عن نيتها إطلاق ما وصفته بـ"برنامج تجربة الشباب الطموح"، والذي سيتيح حرية التنقل للشباب دون سن الثلاثين بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي. وسيُمكّن البرنامج الشباب البريطاني من العيش والعمل والدراسة في دول الاتحاد الأوروبي من خلال تأشيرات مؤقتة، على أن يتمتع نظراؤهم الأوروبيون بنفس الامتيازات داخل بريطانيا.

وقالت ريفز، في تصريحات لصحيفة التايمز البريطانية قبيل مؤتمر حزب العمال، إن هذا البرنامج يمثل خطوة حيوية لدعم الاقتصاد الوطني دون الحاجة إلى زيادات ضريبية إضافية، مضيفة: "اتفقنا كحكومة على أننا نريد برنامجًا طموحًا يُمكّن الشباب من العمل والسفر والتطوع واكتساب الخبرات واللغات في أوروبا، وفي المقابل نرحب بالشباب الأوروبي للعمل والدراسة في بريطانيا، كما كان متاحًا لجيلنا قبل الخروج من الاتحاد".

وأوضحت الوزيرة أن مكتب مسؤولية الميزانية البريطاني كان قد توقع انكماش الاقتصاد بنسبة 4% بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن إعادة ضبط السياسات عبر هذا البرنامج يمكن أن تساهم في تقوية الاقتصاد مستقبلاً.

من جهة أخرى، توقعت ريفز أن تواجه الخطة معارضة من شخصيات بارزة مثل نايجل فاراج وحركة "إصلاح المملكة المتحدة"، الذين قد يعتبرونها تراجعًا عن مبادئ البريكست وتشجيعًا للهجرة. 

إلا أن استطلاعًا للرأي أجرته صحيفة الإندبندنت أظهر أن نسبة كبيرة من البريطانيين – بما في ذلك بعض مؤيدي حركة "الإصلاح" – يبدون دعمًا واضحًا للبرنامج باعتباره فرصة لإعادة وصل الشباب بالعالم الخارجي.

وبحسب مراقبين، فإن هذه الخطوة تمثل محاولة من حكومة حزب العمال لإعادة التوازن بين متطلبات الاقتصاد الوطني وتطلعات الشباب البريطاني، وسط تحديات متزايدة تتعلق بالنمو وفرص العمل بعد سنوات من تداعيات البريكست.