أكد مستشار رئيس الوزراء العراقي لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، ضياء الجميلي، اليوم الجمعة، أن العراق حقق نجاحاً ملموساً في إدخال الطاقة الشمسية إلى قطاع الزراعة عبر تشغيل المزارع والمرشّات الزراعية بأنظمة تعتمد على الطاقة المتجددة، مشدداً على أن هذا التوجه يمثل حاجة ملحّة للبلاد خلال السنوات المقبلة.
جاء ذلك خلال فعالية نظمها فريق التواصل الحكومي بالتعاون مع شركة الرضا الاستثمارية في بغداد، حيث أجريت قرعة لتوزيع منظومات الطاقة الشمسية على مجموعة من المستفيدين ضمن مشروع حكومي يهدف إلى تعزيز الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة.
وقال الجميلي في تصريحاته لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "الطاقة النظيفة تُعدّ أهم ما تحتاجه الدولة العراقية خلال السنوات الخمس إلى العشر المقبلة"، موضحاً أن الاعتماد على الخلايا الشمسية يمكّن من توليد الكهرباء مباشرة لتشغيل أجهزة مختلفة، أبرزها أنظمة التبريد والمرشّات الزراعية الكبيرة، دون الحاجة إلى بطاريات التخزين مرتفعة الكلفة.
وأشار إلى أن التجارب التي بدأت في بعض المزارع العراقية أظهرت إمكانية تشغيل أنظمة الري الضخمة بالطاقة الشمسية فقط، مؤكداً أن الفكرة قابلة للتطبيق أيضاً في المنازل. وأضاف أن المواطن العراقي يمكنه الاستفادة من هذه الطاقة خلال ساعات النهار على الأقل، حتى دون وجود بطاريات، مما يخفف من أعباء فواتير الكهرباء والاعتماد المفرط على الشبكة الوطنية.
ولفت الجميلي إلى أن "شارع الصناعة في بغداد أصبح اليوم مليئاً بالنماذج العملية لأجهزة تعمل بالطاقة الشمسية المباشرة"، داعياً المواطنين إلى تبني هذه التقنيات تدريجياً.
وشدد على ضرورة أن يواكب العراق دول الجوار التي حققت خطوات متقدمة في هذا المجال مثل الأردن وتركيا وقبرص، إضافة إلى الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط، حيث أصبحت الطاقة المتجددة جزءاً أساسياً من منظومتها الاقتصادية.
وأضاف المستشار الحكومي أن توجه العراق للطاقة المتجددة لا يقتصر فقط على تقليل الضغط على الشبكة الوطنية، بل يساهم أيضاً في مواجهة التغير المناخي وتقليل الانبعاثات الكربونية الناتجة عن الاعتماد الكبير على الوقود الأحفوري.
وأوضح أن تعزيز الطاقة النظيفة يمثل جزءاً من رؤية الحكومة العراقية لتحقيق أمن طاقوي مستدام، يواكب التطورات العالمية ويستجيب لاحتياجات المواطنين المتزايدة.