أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الخميس، استئناف العلاقات الدبلوماسية رسمياً بين أوكرانيا وسوريا بعد قطيعة استمرت ثلاث سنوات، وذلك في خطوة وصفها مراقبون بأنها تحمل أبعاداً سياسية ودبلوماسية تتجاوز مجرد إعادة التواصل بين البلدين.
وجاء الإعلان على هامش الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك، حيث التقى زيلينسكي مع المسؤول السوري أحمد الشرع، وأكد عقب اللقاء عبر حسابه على تليجرام أن بلاده "سعيدة بهذه الخطوة المهمة، ومستعدة لدعم الشعب السوري في طريقه نحو الاستقرار". كما شدد في خطابه أمام الجمعية العامة على أن سوريا تستحق دعماً دولياً أقوى، بما يساعدها على تجاوز أزماتها الداخلية المعقدة.
وتعود جذور الأزمة الدبلوماسية بين البلدين إلى عام 2022، حين قطعت أوكرانيا علاقاتها مع دمشق بعد اعتراف حكومة الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد بمناطق أوكرانية تحتلها روسيا كمناطق "مستقلة" مدعومة من موسكو. وقد اعتبر ذلك الموقف السوري اصطفافاً كاملاً إلى جانب الكرملين، الأمر الذي دفع كييف إلى اتخاذ قرار حاسم بقطع العلاقات.
غير أن الأشهر الماضية شهدت تغيراً في مواقف دمشق بعد تشكيل قيادة سياسية جديدة، وهو ما دفع أوكرانيا إلى اختبار إمكانية إعادة التواصل. ففي ديسمبر الماضي، أرسل زيلينسكي وزير خارجيته أندريه سيبيجا إلى دمشق لإجراء محادثات مع القيادة السورية، داعياً إلى إنهاء الوجود العسكري الروسي على الأراضي السورية، ومبدياً استعداد كييف لتقديم مساعدات إنسانية وغذائية للشعب السوري.
في المقابل، عبّرت القيادة السورية عن تطلعها إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات مع كييف، مؤكدة رغبتها في بناء شراكة تقوم على التعاون السياسي والاقتصادي، بعيداً عن الانقسامات السابقة.
ويرى محللون أن هذه الخطوة تمثل انتصاراً دبلوماسياً لأوكرانيا في مواجهة النفوذ الروسي، إذ تسعى كييف لإعادة رسم خارطة تحالفاتها الدولية، خاصة في الشرق الأوسط، في وقت تستمر فيه الحرب مع موسكو. كما أنها تعطي مؤشراً على مرونة الموقف السوري الجديد، ورغبته في تنويع شركائه الدوليين.
أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أنه مستعد للتنحي عن منصبه في حال التوصل إلى اتفاق يفضي إلى إنهاء الحرب مع روسيا، مشددًا على أن هدفه الأساسي هو تحقيق السلام وليس البقاء في السلطة.