جيران العرب

سلوفينيا تمنع دخول نتنياهو وتؤكد دعمها لفلسطين

الخميس 25 سبتمبر 2025 - 04:07 م
هايدي سيد
الأمصار

أعلنت الحكومة السلوفينية فرض حظر رسمي على دخول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أراضيها، في خطوة وصفتها الأوساط الدبلوماسية بأنها تحمل دلالات سياسية قوية، خاصة في ظل تزايد الضغوط الدولية لوقف الحرب في غزة والدفع نحو حل سياسي عادل للقضية الفلسطينية.

ويأتي هذا القرار بعد أيام قليلة من إشادة رئيس وزراء سلوفينيا روبرت جولوب بقرار عدة دول غربية، من بينها أستراليا وكندا وبريطانيا، الاعتراف بدولة فلسطين، حيث أكد جولوب أن هذا الاعتراف يمثل خطوة محورية في مسار السلام، مضيفاً: "لن يكون هناك استقرار في الشرق الأوسط دون حل الدولتين، مهما بدا بعيداً أو صعب التحقيق في ظل الظروف الراهنة."

ونشرت وزارة الخارجية السلوفينية بياناً عبر منصة "إكس"، أشارت فيه إلى أن ليوبليانا تعتبر الاعتراف بفلسطين العام الماضي نقطة تحول مهمة في سياستها الخارجية، وأنها ستواصل الدعوة بلا كلل أمام المجتمع الدولي لحث مزيد من الدول على الاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية.

وأكد جولوب في البيان أن بلاده ترى في هذا القرار "تجديداً للالتزام بحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، وضماناً لحق الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي في العيش بأمن وسلام في دولتين مستقلتين"، لافتاً إلى أن الاعتراف بفلسطين ليس مجرد خطوة رمزية بل رسالة واضحة بأن أوروبا لن تبقى صامتة أمام معاناة الفلسطينيين المستمرة.

كما وصف رئيس وزراء سلوفينا الاعتراف بأنه "منارة أمل صغيرة لكنها بالغة الأهمية للشعب الفلسطيني، الذي يواجه معاناةً غير مفهومة وغالباً ما يتم تجاهلها من قبل المجتمع الدولي".

ويرى محللون سياسيون أن خطوة ليوبليانا بحظر دخول نتنياهو تمثل تصعيداً دبلوماسياً يعكس استياءً أوروبياً متزايداً من السياسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، خاصة مع تنامي موجة الاعتراف الدولي بفلسطين داخل القارة الأوروبية. 

ويعتبر المراقبون أن هذا التوجه قد يفتح الباب أمام دول أخرى في الاتحاد الأوروبي لاتخاذ مواقف مشابهة خلال المرحلة المقبلة، ما قد يزيد من عزلة إسرائيل سياسياً على الساحة الدولية.

من جانب آخر، يتوقع خبراء أن ترد الحكومة الإسرائيلية بانتقادات حادة على القرار السلوفيني، معتبرة أنه "تسييس مفرط" للعلاقات الثنائية، وقد تلجأ تل أبيب إلى استدعاء السفير السلوفيني للاحتجاج رسمياً. 

كما من المرجح أن يستخدم نتنياهو هذا الموقف في الداخل الإسرائيلي لتعزيز روايته بأن أوروبا تمارس ضغوطاً غير عادلة على إسرائيل، في وقت تواجه فيه تحديات أمنية وسياسية معقدة.

ويشير محللون إلى أن هذا الحظر قد يؤثر على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وربما يؤدي إلى تجميد بعض التعاون الثنائي، خصوصاً في مجالات الاقتصاد والتكنولوجيا. ومع ذلك، يؤكد خبراء أوروبيون أن الخطوة السلوفينية تحمل بعداً رمزياً أكبر من تأثيرها العملي، لكنها ترسل في الوقت ذاته رسالة سياسية قوية تعكس تغير المزاج الأوروبي تجاه السياسات الإسرائيلية في المنطقة.