وسط أزمة اقتصادية خانقة تعصف بالشعب الكوبي، خرجت «موسكو» لتُجدد مطالبتها بإنهاء فوري للحصار الأمريكي المفروض على «كوبا»، مُشيرة إلى أن استمرار العقوبات يُهدد الحياة اليومية ويُعيق التنمية في البلاد.
وفي هذا الصدد، أكد وزير الخارجية الروسي، «سيرغي لافروف»، خلال اجتماعه مع نظيره الكوبي «برونو رودريغيز»، موقف روسيا المبدئي بشأن ضرورة الإنهاء الفوري للحصار الاقتصادي والمالي الأمريكي المفروض على كوبا.
جاء ذلك في بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية عقب لقاء الوزير سيرغي لافروف، مع نظيره الكوبي برونو رودريغيز، على هامش الأسبوع رفيع المستوى للدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأشارت الوزارة إلى أن «سيرغي لافروف أكد مجددا على الموقف المبدئي الروسي بشأن ضرورة إنهاء الحصار التجاري والاقتصادي والمالي الأمريكي ضد كوبا على الفور وإزالة البلاد من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب».
وأفادت وزارة الخارجية الروسية بأن «الوزيرين ناقشا الجوانب الراهنة للشراكة الاستراتيجية الروسية الكوبية، وأكدا التزامهما المتبادل بالحفاظ على الحوار السياسي النشط بين موسكو وهافانا، وتعميق التعاون في المجالين التجاري والاقتصادي».
وأضافت وزارة الخارجية أن توجهات البلدين تتطابق بشأن الغالبية العظمى من القضايا المطروحة على الأجندات العالمية والإقليمية، حيث أعرب «الجانبان عن رغبتهما في تعزيز التعاون في الأمم المتحدة وغيرها من المحافل متعددة الأطراف، بما في ذلك مجموعة بريكس».
من ناحية أخرى، وفي وقت سابق، أشاد وزير الخارجية الروسي، «سيرغي لافروف»، بموقف الهند المُستقل، مُؤكّدًا أن موسكو تُقدّر دعم نيودلهي المُستمر في شراء «النفط الروسي»، رغم الضغوط الأمريكية المُتزايدة التي تهدف إلى عزل روسيا اقتصاديًا.
وصرّح «لافروف»، بأن موسكو تُثمّن موقف الهند التي لم ترضخ للضغط من قِبل الولايات المتحدة ولم تتخل عن شراء النفط من روسيا.
وقال لافروف في تصريح لصحيفة "كومباس" الإندونيسية، إن "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كما يعرف الجميع، لم يهدد بفرض رسوم مرتفعة على منتجات عدد من شركاء روسيا التجاريين فحسب".
وأضاف: "مثل هذه الرسوم قد فرضها، على سبيل المثال على الهند التي تعتبر شريكا استراتيجيا مميزا لنا، ومستهلكا كبيرا للسلع الروسية، وخصوصا المواد الهيدروكربونية".
وتابع وزير الخارجية الروسي: "ونحن نثمن عدم رضوخ نيودلهي للضغط ومواصلتها الالتزام بمبادئ التجارة الحرة".
يُذكر أن الولايات المتحدة فرضت في أغسطس الماضي رسوما إضافية على الصادرات الهندية بنسبة 25%، لتصل إلى 50% بسبب شراء الهند النفط والمشتقات النفطية الروسية، وذلك لغرض تقليص العائدات النفطية الروسية من أجل التأثير على موقف موسكو تجاه تسوية النزاع في أوكرانيا.
من جهة أخرى، رغم الصعوبات والتصعيد العسكري، ما زالت المفاوضات بين الجانبين الروسي والأوكراني «قائمة»، مع سعي كل طرف لتحقيق بعض التقدم في الحوار.