في خضم النقاش المُتجدد حول تداعيات «اتفاقيات إبراهام» للسلام التي وُقعت بوساطة أمريكية عام 2020، عاد المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، «أنور قرقاش»، ليُؤكّد أن هذه الاتفاقيات لم تكن مُجرّد تطبيع، بل خطوة استراتيجية حالت – على حد وصفه – «دون ضم إسرائيل للضفة الغربية»، التي كانت مُهددة بقرارات أُحادية الجانب.
وقال قرقاش في مقابلة مع الإذاعة الوطنية العامة الأمريكية: «اتفاقيات إبراهام استندت أساسا إلى التهديد الأول بالضم الذي كان موجودا في ذلك الوقت. وأعتقد أن اتفاقيات إبراهيم منعت هذا الضم فعليا».
وأوضح المستشار أن «اتفاقيات إبراهام» تواجه حاليا تهديدا بسبب الحرب في غزة وتهديدات إسرائيل بضم الضفة الغربية، لكن وقف إطلاق النار المحتمل بين حماس وإسرائيل قد يخفف بعض هذا التوتر.
وتابع قرقاش: «يجب أن أقول إن اتفاقية إبراهام تحت التهديد: بسبب الحرب في غزة، وبسبب تهديدات الضم، وما إلى ذلك. لكنها لا تزال واحدة من قصص النجاح في المنطقة، وإحدى قصص نجاح إدارة ترامب. وأنا واثق أيضا، كما تعلمون، أنه بمجرد أن نحقق فعليا وقف إطلاق النار في غزة - وهو ما نعمل عليه جميعًا كما تعلمون - فإن هذا في الواقع سيخفف بعض التوتر».
وفي أوائل سبتمبر، صرحت مساعدة وزير الخارجية الإماراتي للشؤون السياسية لانا زكي نسيبة في مقابلة مع صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، أن الضم المحتمل للضفة الغربية من قبل إسرائيل سيشكل «خطا أحمر» للإمارات يستبعد إمكانية اندماج تل أبيب مع جيرانها في المنطقة.
وفي عام 2020، أطلقت الولايات المتحدة عملية تهدف إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية. ونتيجة لذلك، وُقعت مجموعة من الوثائق عُرفت باسم «اتفاقيات إبراهام».
وانضمت إلى الاتفاقيات الإمارات والبحرين والمغرب. وأعرب ممثلو البيت الأبيض عن أملهم في أن تقوم المزيد من الدول العربية بتطبيع العلاقات مع «إسرائيل» خلال الفترة الرئاسية الثانية لدونالد ترامب.
من ناحية أخرى، بين أنقاض غزة وحالات العنف الوحشي التي تضرب الضفة الغربية، تقف «قطر» شاهدة على مأساة إنسانية لا تُحتمل، وتُحمّل «إسرائيل» المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان المارق، مُطالبًا المجتمع الدولي بتحمل واجباته لإيقاف الانتهاكات وحماية حقوق الشعب الفلسطيني.
وفي هذا الصدد، قال وزير الدولة في الخارجية القطرية، «سلطان بن سعد المريخي»، اليوم الثلاثاء، إن قطاع غزة مُدمّر بالكامل والضفة الغربية تتعرض لعنف وحشي.
وأضاف المريخي، خلال كلمة له أمام مؤتمر نيويورك لحل الدولتين: أن «الحملة العسكرية الإسرائيلية استهدفت العديد من بلدان المنطقة بما فيها بلدي».
وتابع: «نُحمّل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن عدوانها المارق على قطر».
وكانت أعمال المؤتمر الدولي رفيع المستوى لتسوية القضية الفلسطينية بالطرق السلمية وتنفيذ حل الدولتين، انطلقت، مساء أمس الإثنين، في مدينة نيويورك،، وسط ترقب لمزيد من الاعترافات بدولة فلسطين المستقلة ذات السيادة.
ويُشارك في المؤتمر، الذي تترأسه المملكة العربية السعودية، وفرنسا، عدد كبير من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، إلى جانب منظمات دولية وإقليمية.
من جهة أخرى، تشهد «الضفة الغربية»، أزمة اقتصادية مُتفاقمة تُهدد بحدوث «انهيار شامل» قد يُؤدي إلى تصعيدات أمنية عنيفة، في ظل تحذيرات مُتزايدة من الجانب الأمريكي الذي يرصد التطورات عن كثب ويحث على اتخاذ إجراءات عاجلة لدرء المخاطر.