حوض النيل

مصادر سودانية: مقتل 15شخصًا على الأقل جراء غارة بمسيرة على سوق بالفاشر

الأربعاء 24 سبتمبر 2025 - 10:59 م
جهاد جميل
الأمصار

أفاد عامل إغاثة ومجموعة محلية في السودان بمقتل 15 شخصا على الأقل في سوق مزدحم بمدينة الفاشر المحاصرة، عاصمة شمال دارفور، جراء غارة بمسيرة نفذتها قوات الدعم السريع شبه العسكرية السودانية.

وجاءت الغارة بعد أيام قليلة من تقارير عن قيام قوات الدعم السريع بقصف مسجد في المدينة، مما أسفر عن مقتل 70 شخصا على الأقل، بينهم مصلون وثلاثة أطباء.

وأبلغ عامل إغاثة من غرف الاستجابة للطوارئ وكالة أسوشيتد برس (أ ب) اليوم الأربعاء، نقلا عن أطباء وأعضاء آخرين في الغرف في موقع الحادث، بأن الغارة بالمسيرة أسفرت أيضا عن إصابة 12 شخصا.

وتحدث المصدر شريطة عدم الكشف عن هويته خشية من انتقام قوات الدعم السريع.

وقال عامل الإغاثة إن الهجوم وقع مساء أمس الأول الاثنين، بينما ذكرت لجان المقاومة في الفاشر، وهي شبكة من السكان المحليين، بمن فيهم نشطاء، يتابعون القتال والانتهاكات المرتبطة بالحرب، في بيان على فيسبوك أن الهجوم وقع صباح أمس الثلاثاء.

ولم تتمكن وكالة (أ ب) من التحقق من مصادر مستقلة من توقيت وقوع الغارة.

ووصفت لجان المقاومة في الفاشر الحادث بأنه "هجوم وحشي يأتي ضمن سلسلة لا حصر لها من المجازر المتكررة" التي تنفذها قوات الدعم السريع يوميا، "لتركيع المدينة وكسر إرادة سكانها."

يأتي هذا القصف في ظل تصاعد حدة المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في إقليم دارفور، الذي يشهد منذ بداية الحرب في أبريل 2023 واحدة من أعنف ساحات الصراع. وتعد مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، نقطة استراتيجية في النزاع، كونها آخر المدن الكبيرة التي ما زالت تحت سيطرة الجيش السوداني، ما جعلها عرضة لهجمات متكررة.

ويقول مراقبون إن استهداف الأسواق والمرافق المدنية يعكس اتساع رقعة الحرب وتحولها إلى صراع يستنزف المدنيين بشكل مباشر، في وقت يعيش فيه ملايين النازحين ظروفاً إنسانية قاسية داخل الإقليم وخارجه.

الهجوم على سوق الفاشر من المرجح أن يثير موجة جديدة من الإدانات المحلية والدولية، خصوصاً من المنظمات الحقوقية والإنسانية التي سبق أن حذرت من "جرائم حرب" تُرتكب بحق المدنيين في دارفور. كما قد يزيد الضغط على الأطراف المتحاربة للقبول بمساعٍ لوقف إطلاق النار، رغم فشل معظم المبادرات السابقة.

يواجه إقليم دارفور أزمة إنسانية خانقة، مع تزايد أعداد القتلى والجرحى ونقص حاد في الأدوية والمواد الغذائية. وأكد أطباء في مستشفى الفاشر أن طواقمهم الطبية تعمل في "ظروف صعبة للغاية"، في ظل ضعف الإمدادات الطبية وتزايد أعداد المصابين نتيجة القصف المتكرر.

من جانبهم، شدد ناشطون محليون على أن الهجوم الجديد يكشف عن "خطر حقيقي يهدد المدنيين يومياً"، داعين المجتمع الدولي إلى "توفير حماية عاجلة" لسكان الإقليم الذين يجدون أنفسهم محاصرين بين طرفي النزاع.