يشهد العالم في اليوم الثاني من الحدث الاستثنائي الذي قد يغير وجه المنطقة- مؤتمر نيويورك لحل الدولتين- وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة .
ويعرف المؤتمر أيضاً بأنه “المؤتمر الدولي لتسوية قضية فلسطين بالسبل السلمية وتنفيذ حل الدولتين” ويُعقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
كان من المقرر عقده في الفترة من 17 إلى 20 يونيو 2025، لكن تم تأجيله بسبب المواجهة الإسرائيلية-الإيرانية المستمرة.
المؤتمر يدعو إلى “آليات إلزامية لتطبيق القانون الدولي من خلال مسار عملي لإنهاء الاحتلال وتحقيق الأمن والسلام الإقليمي” كما ذُكر في تقارير إعلامية.
-المؤتمر يُسمّى رسميًا “المؤتمر الدولي رفيع المستوى للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين”.
-عُقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك في 23 سبتمبر 2025، وذُكر أنه استُكملت أعماله حتى 24 سبتمبر بإصدار البيان الختامي.
-السعودية وفرنسا ترأستا هذا المؤتمر كمؤسسات رئاسية له.
-نتج عن المؤتمر اعتماد “إعلان نيويورك بشأن تسوية القضية الفلسطينية بالوسائل السلمية وتنفيذ حل الدولتين” كوثيقة مرجعية.
-الإعلان تم تبنيه بأغلبية كبيرة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث حصل على 142 صوتًا مؤيدًا.
يُنظر إليه كـ لحظة تاريخية حاسمة في المسار الفلسطيني والدولي، حيث يسعى إلى تحويل المواقف الداعمة إلى آليات تنفيذية ملموسة.
يُستخدم هذا المؤتمر والإعلان الناتج عنه كمنصة لشرعية دولية لدولة فلسطين من ناحية الاعتراف والدعم السياسي، ويشكل ضغطًا دبلوماسيًا على إسرائيل والداعمين لها.
مؤتمر نيويورك بلا شك لحظة فارقة في تاريخ الصراع. الاعترافات الدولية تتوسع، والمصالح العالمية ترى في الدولة الفلسطينية "منطقة عازلة" تحمي المنطقة من انفلات مشروع "إسرائيل الكبرى". لكن ما يريده الفلسطينيون والعرب شيء، وما يطرحه ترامب ونتنياهو شيء آخر.
الطريق نحو الدولة الفلسطينية لم يعد مجرد حلم، بل أصبح وثيقة معتمدة بأغلبية دولية. لكن الوثائق لا تبني دولًا وحدها.
ما سيحدد مصير إعلان نيويورك هو إرادة العرب في استخدام أدوات الضغط، وقدرتهم على تحويل الخطوط الحمراء إلى أفعال، لا شعارات.
من بين النقاط التي وردت في البيان المشترك الصادر عن رئاستَي المؤتمر:
1. التأكيد على أن المجتمع الدولي يلتزم بحل الدولتين كمسار لا رجعة فيه.
2. الدعوة إلى وقف الحرب في غزة فورًا، وإنهاء العدوان، وسحب القوات الإسرائيلية.
3. المطالبة بـ إطلاق سراح جميع الرهائن وتبادل الأسرى.
4. تأكيد ضرورة توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة تحت السلطة الفلسطينية الواحدة بقيادة قانون واحد وسلاح واحد.
5. الإشارة إلى أن حركة حماس يجب أن تتنازل عن سيطرتها على غزة، ونزع سلاحها وتسليم أسلحتها إلى السلطة الفلسطينية، بوجود إشراف ودعم دولي.
6. التزام من الدول المشاركة بمتابعة التنفيذ من خلال فرق عمل مختصة، وضغوط دبلوماسية لبلورة خطوات ملموسة.
7. الترحيب بالدول التي تعترف رسميًا بدولة فلسطين، والدعوة إلى أن تلحق بها دول أخرى لم تفعل بعد.
ويبقى السؤال: هل تستطيع الدول العربية والداعمة أن تجبر أمركا وإسرائيل على التراجع، أم أن إعلان نيويورك سيلتحق بسلسلة طويلة من القرارات الأممية المسجلة فقط على المواقع الإعلامية من باب المعرفة والعلم بالأحداث ؟