أعلنت مصادر طبية في مستشفى مدينة الفاشر، بولاية شمال دارفور في غرب السودان، مقتل ما لا يقل عن 15 شخصاً وإصابة 12 آخرين بجروح، بينهم حالات حرجة، جراء قصف بطائرة مسيّرة استهدف سوقاً شعبياً مكتظاً بالمدنيين، الثلاثاء.
وقالت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر في بيان إن "ميليشيا قوات الدعم السريع شنت هجوماً بطائرة مسيرة على سوق محلي وسط المدينة، مما أدى إلى سقوط أكثر من 27 بين قتيل وجريح"، واصفة الهجوم بأنه "مجزرة جديدة بحق المدنيين العزل".
يأتي هذا القصف في ظل تصاعد حدة المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في إقليم دارفور، الذي يشهد منذ بداية الحرب في أبريل 2023 واحدة من أعنف ساحات الصراع. وتعد مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، نقطة استراتيجية في النزاع، كونها آخر المدن الكبيرة التي ما زالت تحت سيطرة الجيش السوداني، ما جعلها عرضة لهجمات متكررة.
ويقول مراقبون إن استهداف الأسواق والمرافق المدنية يعكس اتساع رقعة الحرب وتحولها إلى صراع يستنزف المدنيين بشكل مباشر، في وقت يعيش فيه ملايين النازحين ظروفاً إنسانية قاسية داخل الإقليم وخارجه.
الهجوم على سوق الفاشر من المرجح أن يثير موجة جديدة من الإدانات المحلية والدولية، خصوصاً من المنظمات الحقوقية والإنسانية التي سبق أن حذرت من "جرائم حرب" تُرتكب بحق المدنيين في دارفور. كما قد يزيد الضغط على الأطراف المتحاربة للقبول بمساعٍ لوقف إطلاق النار، رغم فشل معظم المبادرات السابقة.
يواجه إقليم دارفور أزمة إنسانية خانقة، مع تزايد أعداد القتلى والجرحى ونقص حاد في الأدوية والمواد الغذائية. وأكد أطباء في مستشفى الفاشر أن طواقمهم الطبية تعمل في "ظروف صعبة للغاية"، في ظل ضعف الإمدادات الطبية وتزايد أعداد المصابين نتيجة القصف المتكرر.
من جانبهم، شدد ناشطون محليون على أن الهجوم الجديد يكشف عن "خطر حقيقي يهدد المدنيين يومياً"، داعين المجتمع الدولي إلى "توفير حماية عاجلة" لسكان الإقليم الذين يجدون أنفسهم محاصرين بين طرفي النزاع.
ويظل المشهد في السودان، وخاصة في دارفور، مفتوحاً على مزيد من التصعيد، وسط غياب أي أفق قريب لحل سياسي شامل يعيد الاستقرار إلى البلاد.