جيران العرب

رئيس كولومبيا يُصعّد ضد واشنطن.. محاكمة «ترامب» مطلب رسمي

الأربعاء 24 سبتمبر 2025 - 08:20 ص
مصطفى عبد الكريم
جوستافو بيترو و دونالد
جوستافو بيترو و دونالد ترامب

من بوغوتا إلى واشنطن، ارتفعت لهجة الخطاب السياسي، حيث طالب الرئيس الكولومبي، «غوستافو بيترو»، علنًا، بمحاكمة نظيره الأمريكي، «دونالد ترامب»، على خلفية «الاعتداءات العسكرية» الأخيرة في منطقة «البحر الكاريبي»، في خطوة تعكس تدهورًا مُتسارعًا في العلاقات بين البلدين.

ودعا الرئيس الكولومبي، إلى محاكمة «ترامب»، على خلفية الضربات الأمريكية الأخيرة ضد قوارب مزعومة لتهريب المخدرات في «البحر الكاريبي»، حسبما أفادت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية، اليوم الأربعاء.

بيترو ينتقد الضربات الأمريكية

وقال «بيترو»، تعليقًا على الضربات التي أودت بحياة أكثر من (12) شخصا: «سمح ترامب بإطلاق الصواريخ على هؤلاء الشباب الذين كانوا يُحاولون ببساطة الهروب من الفقر».

وتساءل خلال خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة: «هل كان ذلك ضروريًا حقًا ضد الشباب الفقراء العزل في منطقة البحر الكاريبي؟»، مُضيفًا أنه على الرغم من أن المستهدفين «ربما كانوا يمتلكون كمية معينة من المخدرات، إلا أنهم ليسوا تجار مخدرات».

وانتقد غوستافو بيترو، بشدة سياسة الولايات المتحدة لمكافحة المخدرات، مُدعيًا أنها تهدف إلى دعم «سياسة الهيمنة».

بيترو يتهم واشنطن بالتحكم

وأوضح الرئيس الكولومبي: «سياسة مكافحة المخدرات لا تهدف إلى وقف الكوكايين القادم إلى الولايات المتحدة، بل تهدف إلى السيطرة على شعوب الجنوب ككل».

وتتواصل تداعيات التصعيد بين «كولومبيا والولايات المتحدة»، وسط تحذيرات من إمكانية أن تفتح هذه المطالبات الرسمية لمحاسبة «ترامب» بابًا جديدًا من التوترات الدبلوماسية في المنطقة، قد تُؤثر على الاستقرار الإقليمي والعلاقات الثنائية.

«ترامب» يبحث عن «نوبل».. و76% من الأمريكيين لا يرونه جديرًا بها

على جانب آخر، «جائزة نوبل للسلام»، التي كثيرًا ما ارتبطت بأسماء شكّلت تحوُّلات في مسار الإنسانية، تحوّلت اليوم إلى هدف سياسي يسعى إليه الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، رغم أن «غالبية الأمريكيين» لا يرون فيه رمزًا للسلام أو من يستحق هذا التقدير.

وبينما يُواصل «ترامب» حملته للفوز بجائزة نوبل للسلام، يُشكك الأمريكيون على نطاق واسع بجدارته لنيل لهذا التكريم.

أغلبية ضد تكريم ترامب

وفي هذا الصدد، أظهر استطلاع رأي أجرته صحيفة «واشنطن بوست» بالتعاون مع شركة «إبسوس» هذا الشهر، أن (76%) من الأمريكيين يرون أن «ترامب» لا يستحق الفوز بجائزة نوبل للسلام، مقارنة بـ (22%) يرون العكس.

وقد لا تكون هذه النتيجة مُفاجئة نظرًا لأن مُعظم الأمريكيين لا يُوافقون على أداء ترامب بما في ذلك (60%) ممن أعطوه علامات سلبية لتعامله مع «الحرب بين روسيا وأوكرانيا»، و(58%) ممن لا يوافقون على تعامله مع «حرب إسرائيل مع حماس في غزة».

ويتردد الجمهوريون حول استحقاق ترامب لجائزة السلام، حيث وافق (49%)، بينما رفض (49%) منحه الجائزة.

ولم يُؤيد منح ترامب الجائزة سوى (14%) من المستقلين (و3%) من الديمقراطيين.

تشكيك بجائزة أوباما

هذا ووجد استطلاع الرأي أيضًا أن (54%) يقولون إن الرئيس الأسبق، «باراك أوباما»، لم يكن يستحق جائزة نوبل التي تلقاها في عام (2009).

وأُجري استطلاع رأي «واشنطن بوست - إبسوس» عبر الإنترنت في الفترة من (11 إلى 15) سبتمبر، وشمل (2513) بالغًا أمريكيًا، ويبلغ هامش الخطأ في النتائج الإجمالية نقطتين مئويتين زائد أو ناقص.

واُختيرت العينة من خلال لوحة معلومات «إبسوس» وهي لوحة بيانات مستمرة للأسر الأمريكية، تجمع عبر البريد باستخدام أساليب أخذ العينات العشوائية.

وأصبح الجمهور أكثر تشككًا بعد فوز أوباما بالجائزة في عام 2009، حيث أظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة غالوب/«يو إس إيه توداي»، أن (61%) يعتقدون أن «أوباما» لم يكن يستحق الجائزة.

ترامب يُطارد نوبل علنًا

ولطالما سعى ترامب علنًا للفوز بجائزة نوبل للسلام، لكن جهوده تصاعدت في الأشهر الأخيرة، حيث كرّر ادعاءه بحل سبعة صراعات حول العالم في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الثلاثاء، وفكر علنًا بأن تحقيق اتفاق سلام في أوكرانيا قد يكون أحد مفاتيح الفوز بالجائزة.

ومسألة فوز ترامب بالجائزة متروكة لأعضاء لجنة نوبل النرويجية الخمسة، والذين انتقد ثلاثة منهم على الأقل ترامب علنًا، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الشهر الماضي.

انتقادات أوروبية لسلوك ترامب

وانتقد رئيس اللجنة «يورغن واتن فريدنس»، هجمات ترامب على وسائل الإعلام خلال حملة الانتخابات الرئاسية لعام (2024)، بينما قال عضو آخر في اللجنة في مايو، إن ترامب «يمضي قُدمًا في تفكيك الديمقراطية الأمريكية».

وفي ظل هذا التباين بين الطموح الشخصي ورفض الرأي العام، تبقى «جائزة نوبل للسلام» بعيدة عن مُتناول «ترامب»، ما لم تتغير مواقفه أو تنعكس سياساته داخليًا وخارجيًا.

ترشيح «ترامب» لجائزة نوبل للسلام يُثير اعتراضًا عربيًا

من ناحية أخرى، تصاعدت ردود الفعل العربية الرافضة لترشيح الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، لجائزة نوبل للسلام، حيث اعتبر العديد أن هذا الترشيح لا يعكس الواقع السياسي الإقليمي، ولا يتوافق مع تطلعات الشعوب العربية للسلام والاستقرار.