في ظلام البحر الذي كان من المفترض أن يُبحر نحو الأمل، تصاعدت أصوات الانفجارات واحدة تلو الأخرى، لتكشف أن الطريق إلى «غزة» ليس مفروشًا بالسلام، بل بالترهيب. (13) انفجارًا أحاطت بـ«أسطول الصمود العالمي»، في محاولة لكسر عزيمة لم تُكسر منذ (18) عامًا من الحصار.
وفي هذا الصدد، أعلن «أسطول الصمود العالمي»، اليوم الأربعاء، أنه رصد (13) انفجارًا وتشويشًا واسعًا في الاتصالات على متن قوارب الأسطول، فيما ألقت مُسيّرات أجسامًا مجهولة على (10) قوارب وتسببت في أضرار.
وأفاد أسطول الصمود العالمي، بأنه رصد (13) انفجارًا وتشويشًا واسعًا في الاتصالات على متن قوارب، مُشيرًا إلى أن أكثر من (15) طائرة مُسيّرة حلّقت فوق قارب «ألما» خلال 24 ساعة.
وأكد الأسطول أن أجسامًا مجهولة أسقطت على (10) قوارب وتسببت في أضرار.
ولفتت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة إلى تعرض سفينتي «يولارا» و«أوهوايلا» لإطلاق مقذوفات قابلة للاشتعال، فيما سُمع دوي انفجار قوي يُرجّح أن يكون قنبلة صوتية بالقرب من سفينة «دير ياسين».
وشدد أسطول الصمود العالمي على أن إسرائيل تشن حملة تضليل لتبرير هجوم عسكري مُحتمل، مُعتبرًا أن أي اعتداء على القافلة الإنسانية «جريمة حرب وانتهاك للقانون الدولي».
وكانت إسرائيل قد هددت في وقت سابق بمنع «أسطول الصمود العالمي» من الوصول إلى قطاع غزة.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية، في بيان: إن تل أبيب «لن تسمح للأسطول المتجه إلى غزة بخرق الحصار البحري أو دخول منطقة قتالية نشطة»، مُعتبرة أن تنظيم الرحلة يخدم أغراض حركة «حماس»، وأن السماح للسفن بالدخول يُشكّل خرقًا للقانون وشروط الأمن.
ويسعى الأسطول إلى فتح ممر إنساني إلى غزة، وقد أكد منظمو الأسطول، يوم الإثنين، حقهم في إيصال المساعدات إلى قطاع غزة وحماية المتطوعين، وفق مبادئ القانون الدولي ومبادئ السلام.
ومنعت إسرائيل محاولتين سابقتين لنشطاء للوصول إلى غزة بحرًا في يونيو ويوليو الماضيين.
وتأجل انطلاق أسطول الصمود العالمي مرات عدة بسبب مخاوف أمنية، وتأخيرات في تجهيز بعض القوارب، والظروف الجوية.
ومنذ الثاني من مارس الماضي، تُغلق «إسرائيل» جميع المعابر المُؤدية إلى غزة مانعة دخول أي مواد غذائية أو مساعدات إنسانية، مما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.
على امتداد «البحر المتوسط»، تُبحر الإرادة الحرة من ضفاف «إيطاليا» نحو شواطئ «غزة»، حاملة معها رسالة إنسانية تتجاوز الجغرافيا والسياسة، عنوانها: «كفى حصارًا، كفى ألمًا».