أحداث خاصة

«ترامب» يبحث عن «نوبل».. و76% من الأمريكيين لا يرونه جديرًا بها

الأربعاء 24 سبتمبر 2025 - 06:46 ص
مصطفى عبد الكريم
ترامب - صورة تعبيرية
ترامب - صورة تعبيرية

«جائزة نوبل للسلام»، التي كثيرًا ما ارتبطت بأسماء شكّلت تحوُّلات في مسار الإنسانية، تحوّلت اليوم إلى هدف سياسي يسعى إليه الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، رغم أن «غالبية الأمريكيين» لا يرون فيه رمزًا للسلام أو من يستحق هذا التقدير.

وبينما يُواصل «ترامب» حملته للفوز بجائزة نوبل للسلام، يُشكك الأمريكيون على نطاق واسع بجدارته لنيل لهذا التكريم.

أغلبية ضد تكريم ترامب

وفي هذا الصدد، أظهر استطلاع رأي أجرته صحيفة «واشنطن بوست» بالتعاون مع شركة «إبسوس» هذا الشهر، أن (76%) من الأمريكيين يرون أن «ترامب» لا يستحق الفوز بجائزة نوبل للسلام، مقارنة بـ (22%) يرون العكس.

وقد لا تكون هذه النتيجة مُفاجئة نظرًا لأن مُعظم الأمريكيين لا يُوافقون على أداء ترامب بما في ذلك (60%) ممن أعطوه علامات سلبية لتعامله مع «الحرب بين روسيا وأوكرانيا»، و(58%) ممن لا يوافقون على تعامله مع «حرب إسرائيل مع حماس في غزة».

ويتردد الجمهوريون حول استحقاق ترامب لجائزة السلام، حيث وافق (49%)، بينما رفض (49%) منحه الجائزة.

ولم يُؤيد منح ترامب الجائزة سوى (14%) من المستقلين (و3%) من الديمقراطيين.

تشكيك بجائزة أوباما

هذا ووجد استطلاع الرأي أيضًا أن (54%) يقولون إن الرئيس الأسبق، «باراك أوباما»، لم يكن يستحق جائزة نوبل التي تلقاها في عام (2009).

وأُجري استطلاع رأي «واشنطن بوست - إبسوس» عبر الإنترنت في الفترة من (11 إلى 15) سبتمبر، وشمل (2513) بالغًا أمريكيًا، ويبلغ هامش الخطأ في النتائج الإجمالية نقطتين مئويتين زائد أو ناقص.

واُختيرت العينة من خلال لوحة معلومات «إبسوس» وهي لوحة بيانات مستمرة للأسر الأمريكية، تجمع عبر البريد باستخدام أساليب أخذ العينات العشوائية.

وأصبح الجمهور أكثر تشككًا بعد فوز أوباما بالجائزة في عام 2009، حيث أظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة غالوب/«يو إس إيه توداي»، أن (61%) يعتقدون أن «أوباما» لم يكن يستحق الجائزة.

ترامب يُطارد نوبل علنًا

ولطالما سعى ترامب علنًا للفوز بجائزة نوبل للسلام، لكن جهوده تصاعدت في الأشهر الأخيرة، حيث كرّر ادعاءه بحل سبعة صراعات حول العالم في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الثلاثاء، وفكر علنًا بأن تحقيق اتفاق سلام في أوكرانيا قد يكون أحد مفاتيح الفوز بالجائزة.

ومسألة فوز ترامب بالجائزة متروكة لأعضاء لجنة نوبل النرويجية الخمسة، والذين انتقد ثلاثة منهم على الأقل ترامب علنًا، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الشهر الماضي.

انتقادات أوروبية لسلوك ترامب

وانتقد رئيس اللجنة «يورغن واتن فريدنس»، هجمات ترامب على وسائل الإعلام خلال حملة الانتخابات الرئاسية لعام (2024)، بينما قال عضو آخر في اللجنة في مايو، إن ترامب «يمضي قُدمًا في تفكيك الديمقراطية الأمريكية».

وفي ظل هذا التباين بين الطموح الشخصي ورفض الرأي العام، تبقى «جائزة نوبل للسلام» بعيدة عن مُتناول «ترامب»، ما لم تتغير مواقفه أو تنعكس سياساته داخليًا وخارجيًا.

ترشيح «ترامب» لجائزة نوبل للسلام يُثير اعتراضًا عربيًا

من ناحية أخرى، تصاعدت ردود الفعل العربية الرافضة لترشيح الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، لجائزة نوبل للسلام، حيث اعتبر العديد أن هذا الترشيح لا يعكس الواقع السياسي الإقليمي، ولا يتوافق مع تطلعات الشعوب العربية للسلام والاستقرار.

وفي هذا الصدد، طالب محامون مغاربة وعرب برفض منح دونالد ترامب جائزة نوبل للسلام لعام 2025.

جاء ذلك في رسالة تم توجيهها عبر "اللجنة القانونية العربية لملاحقة مجرمي الحرب بالكيان الصهيوني" إلى عدد من الهيئات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، بينها مجلس حقوق الإنسان ومنظمة الصليب الأحمر الدولي ومنظمة العفو الدولية.

ترشيح ترامب يُعتبر فضيحة

واعتبرت الرسالة أن ترشيح ترامب للجائزة يعد "فضيحة" في ظل دعمه المستمر لإسرائيل "وتورطه في جرائم الحرب ضد المدنيين في غزة"، والتي أسفرت عن سقوط آلاف الضحايا من النساء والأطفال، ونزوح أكثر من مليوني فلسطيني، وانهيار كامل للبنية التحتية.

وشدد الموقعون، ومن بينهم المحامون المغاربة بشرى العاصمي، بنعيسى المكاوي، العربي فندي، خالد السفياني، عبد الرحمن بن عمرو، عبد الرحيم الجامعي، عبد الرحيم بنبركة، ونعيمة الكلاف، على أن منح الجائزة لترامب سيشكل "وصمة عار" بسبب سجله في دعم العدوان وانتهاك القانون الدولي، خاصة في ظل إدانته بأكثر من ثلاثين قضية في الولايات المتحدة.

ودعوا الهيئات الدولية إلى إطلاق حملة عاجلة لوقف هذا الترشيح، والحفاظ على مكانة الجائزة التي يجب أن تمنح للمدافعين الحقيقيين عن السلام.

«نوبل للسلام».. مكافأة أوروبية مُحتملة لـ«ترامب» مقابل تسوية أوكرانيا

من جهة أخرى، في خضم مساعٍ أوروبية حثيثة لإنهاء «النزاع الروسي الأوكراني»، تلوح فكرة غير تقليدية في الأفق: ترشيح الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، لجائزة نوبل للسلام، كجزء من محاولة لاستمالته نحو تسوية تُنهي الحرب المُستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات. هذا الطرح، الذي تناولته مجلة «إيكونوميست»، يعكس تحوّل أدوات السياسة الخارجية الأوروبية نحو استخدام الدبلوماسية الرمزية لتحقيق اختراق في واحدة من أعقد أزمات العالم.