دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى الرد بشكل صارم على أي اختراق لمجالها الجوي من قبل الطائرات الروسية، مؤكداً أن "الخيار الأمثل" يتمثل في إسقاط تلك الطائرات فوراً إذا تكررت الانتهاكات.
وجاءت تصريحات ترمب خلال لقائه بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في نيويورك، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. وعندما سُئل عن موقفه من الطائرات الروسية التي تتوغل بين الحين والآخر في أجواء دول أوروبية شرقية، أجاب قائلاً: "نعم، أعتقد ذلك"، في إشارة إلى ضرورة تبني نهج عسكري مباشر.
وأضاف ترمب أن دعم الولايات المتحدة لهذا الموقف "يعتمد على الظروف"، لكنه أشاد بالتحالف العسكري الغربي بعد رفع نسبة الإنفاق الدفاعي من 2% إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، واصفاً هذه الخطوة بأنها "تعبير رائع عن الوحدة والقوة داخل الناتو".
تأتي تصريحات ترمب في وقت تشهد فيه علاقات موسكو بالحلف الغربي توتراً متزايداً، خصوصاً بعد تكرار حوادث اختراق الطائرات الروسية لأجواء دول البلطيق وبولندا ورومانيا. وكانت عدة عواصم أوروبية قد طالبت بضرورة الردع الفوري لهذه الانتهاكات، معتبرة أن أي تراخٍ قد يفتح الباب أمام تصعيد أكبر.
يرى محللون أن دعوة ترمب تمثل تحوّلاً ملحوظاً في خطابه تجاه روسيا، خاصة وأنه كان في فترات سابقة يُتهم بمهادنة موسكو. إلا أن ربطه الموقف الأميركي بـ"الظروف" يترك مساحة من الغموض حول حجم التزام واشنطن الفعلي.
وفي المقابل، تنفي موسكو أي نوايا عدائية، مؤكدة أن طلعاتها الجوية "روتينية" ولا تهدف إلى استفزاز الحلف. غير أن مراقبين يرون أن استمرار هذه التحركات قد يؤدي إلى مواجهة مباشرة إذا أخذت تصريحات ترمب طريقها إلى التنفيذ العملي عبر قرارات الناتو .
من جانب آخر، يشير خبراء إستراتيجيون إلى أن الحلف يواجه اختباراً جدياً في المرحلة المقبلة، ليس فقط في التعامل مع التوغلات الجوية الروسية، بل أيضاً في الحفاظ على وحدة الموقف بين أعضائه. فبينما تدفع دول أوروبا الشرقية باتجاه مواقف أكثر تشدداً، تبدو بعض الدول الغربية مترددة خشية الانزلاق إلى مواجهة مفتوحة مع موسكو.
وبين التصعيد الروسي والرد الغربي، تظل أوكرانيا في قلب المعادلة، حيث تراهن على التزام الحلفاء في مواجهة ما تعتبره "تهديداً وجودياً" لأمنها القومي، بينما تراقب موسكو بحذر كل خطوة قد يتخذها الناتو استجابة لدعوة ترمب.