شهد ميناء بوربندر بولاية غوجارات الهندية، صباح اليوم الثلاثاء، حادثاً مروعاً بعد اندلاع حريق ضخم في سفينة شحن تجارية مملوكة لتجار من ولاية بونتلاند الصومالية، ما أسفر عن خسائر جسيمة في البضائع التي كانت على متنها، والمقدّرة بملايين الدولارات.
وبحسب السلطات الهندية، فإن السفينة، التي تحمل اسم "جامناجار"، كانت متجهة إلى ميناء بوساسو في إقليم بونتلاند الصومالي، وهو أحد أهم الموانئ التجارية في منطقة القرن الإفريقي. وأكدت التقارير أن السفينة كانت محملة بما يقارب 950 طناً من الأرز و78 طناً من السكر، وهي شحنات أساسية تابعة لعدد من رجال الأعمال الصوماليين.
وأوضحت السلطات أن الحريق اندلع بشكل مفاجئ في عنبر الشحن، ما استدعى إجلاء 14 من أفراد الطاقم إلى بر الأمان دون وقوع خسائر بشرية. وسارعت فرق الإطفاء الهندية إلى التدخل بعد تلقي بلاغ في الساعة 6:40 صباحاً، حيث وصلت خلال عشر دقائق فقط، مدعومة بثلاث عربات إطفاء، بالإضافة إلى مشاركة وحدات من خفر السواحل الهندي في عملية السيطرة على الحريق.
وحرصت السلطات على سحب السفينة لمسافة كيلومتر واحد تقريباً من موقع الرسو لتجنب انتقال ألسنة اللهب إلى سفن أخرى قريبة، خصوصاً في ظل المخاوف من وصول الحريق إلى خزانات الديزل على متنها، ما كان سيضاعف حجم الكارثة.
وتشير التحقيقات الأولية إلى أن ماساً كهربائياً قد يكون وراء اندلاع النيران، في حين أوضحت تقارير إعلامية أن السفينة كانت تُدار من قبل شركة HRM and Sons، التي يقع مقرها في مدينة جامناجار الهندية.
ويُعد ميناء بوساسو، الوجهة النهائية للشحنة، من أكثر الموانئ الصومالية نشاطاً، حيث يمثل العاصمة الاقتصادية لولاية بونتلاند، ويُعد شرياناً رئيسياً لتزويد الأسواق المحلية في الصومال بسلع أساسية مثل الأرز والسكر والمواد الغذائية. كما يلعب دوراً استراتيجياً في حركة التجارة بين القرن الإفريقي والأسواق الخليجية والآسيوية.
ورغم السيطرة على الحريق ومنع امتداده، فإن الخسائر الاقتصادية الناجمة عنه كبيرة، لاسيما أن الشحنة المتضررة كانت موجهة إلى أسواق تعاني أصلاً من تقلبات الإمدادات وارتفاع الأسعار. ومن المنتظر أن تواصل السلطات الهندية تحقيقاتها لتحديد الأسباب الدقيقة للحادث وضمان سلامة الممرات البحرية في المنطقة.