أكد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، السيد علي خامنئي، أن بلاده لا تسعى إلى امتلاك القنابل النووية، رغم امتلاكها قدرات متقدمة في مجال تخصيب اليورانيوم تجعلها ضمن الدول العشر الأوائل عالمياً في هذا القطاع الحساس.
وقال خامنئي، في كلمة ألقاها اليوم الثلاثاء بمناسبة فعاليات "أسبوع الدفاع المقدس"، ونقلتها وكالة الأنباء العراقية (واع)، إن إيران "تضم عشرات العلماء النوويين البارزين، ومئات الباحثين الذين يواصلون دراساتهم في هذا المجال، وآلاف الفنيين والكوادر التي تعمل على تطوير البرنامج النووي".
وأوضح أن هذه الطاقات العلمية تشكل ثروة وطنية لا يمكن إيقافها عبر التهديدات أو الهجمات، مضيفاً أن "الأعداء استهدفوا منشآتنا النووية غير أن القصف لا يستطيع أن يمحو العلم أو يوقفه".
وشدد المرشد الإيراني على أن الولايات المتحدة الأميركية تمارس ضغوطاً مستمرة لإجبار طهران على وقف عمليات التخصيب بشكل كامل، قائلاً: "الأميركيون يصرون على تصفير تخصيب اليورانيوم، لكننا لن نستسلم لهذه الضغوط، ولن نقبل أي مساس بحقوقنا الوطنية".
وأكد أن بلاده تستخدم اليورانيوم المخصب في مجالات واسعة النطاق مثل الزراعة وحماية البيئة، وتطوير التكنولوجيا الحديثة، إضافة إلى إنتاج الطاقة الكهربائية لتلبية احتياجات الشعب الإيراني.
وأضاف خامنئي أن إيران وصلت إلى مستويات عالية من التخصيب بفضل استثمارها المستمر في الكفاءات العلمية والبحثية، لافتاً إلى أن بلاده ستواصل هذا النهج "مهما كانت التحديات"، مع التشديد على أن الهدف يظل سلمياً ولا يرتبط بأي سباق للتسلح النووي.
وتأتي تصريحات المرشد الإيراني في ظل استمرار الجدل الدولي حول مستقبل البرنامج النووي الإيراني، خاصة مع تعثر المفاوضات بين طهران والدول الغربية بشأن العودة إلى الاتفاق النووي الموقع عام 2015.
وفي حين تتهم قوى غربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إيران بالسعي إلى تطوير قدرات عسكرية نووية، ترد طهران بأن برنامجها مخصص حصراً للأغراض السلمية وتحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
بهذا الموقف، تسعى القيادة الإيرانية إلى طمأنة الداخل والخارج على حد سواء بأن برنامجها النووي جزء من استراتيجية وطنية للتنمية المستدامة، وليس مشروعاً عسكرياً، مؤكدة في الوقت ذاته رفضها أي محاولات خارجية لتقويض سيادتها أو إملاء قرارات تتعلق بملفاتها الاستراتيجية.