على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، لم يتحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فقط، بل ترك الصور تتكلم عن "وجع غزة".
ففي خطابه أمام المناقشة العامة للجمعية العامة في دورتها الثمانين، والتي انطلقت اليوم الثلاثاء، تحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن المعاناة التي يعيشها سكان قطاع غزة منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وبينما كان يتحدث، رفع أردوغان مجموعة من الصور التي تظهر معاناة سكان قطاع غزة أطفالا ونساء ورجالا.
الرئيس التركي الذي قال إنه يتحدث بـ"قلب ينزف دما"، بدأ بعرض معاناة ووجع نساء غزة، فرفع صورة لمجموعة من النسوة تتزاحمن على مورد لتوزيع الماء والغذاء بينما يحملن أوعية وأوان فارغة على أمل الحصول على بعض منها.
وقال "أسأل ضمائركم هل تقبل هذا؟ العلاج لم يعد مستطاعا في غزة البنية التحتية دمرت".
وأضاف "نحن هنا اليوم، مع مواطنينا، لنرفع صوتنا دفاعا عن الشعب الفلسطيني الذي يُكتَم صوته".
وأضاف "أشكر جميع الدول التي أعلنت اعترافها بدولة فلسطين، وأدعو الدول التي لم تتخذ هذا القرار بعد إلى التحرك فورا".
واستطرد "على مدار الثلاثة والعشرين شهرا الماضية، تقتل إسرائيل طفلا في غزة بوحشية كل ساعة. هذه ليست أرقاما، بل أرواح، أناس أبرياء".
وتابع "يُشرّد مليونان ونصف المليون من سكان غزة يوميا. يُجبرون على الفرار يوميا. انهارت البنية التحتية للرعاية الصحية. قُتل أو اعتُقل أطباء. قُصفت سيارات الإسعاف. قُصفت المستشفيات. العلاج مستحيل. العمليات الجراحية مستحيلة، والأدوية مستحيلة. أقول هذا بحزن عميق. للأسف، أصبح مشهد الأطفال الأبرياء، الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين وثلاث سنوات فقط، بلا أياد أو أذرع أو أرجل، أمرا شائعا في غزة اليوم".
ثم رفع صورة أخرى لطفل رضيع وقد بدا جلدا على عظم جراء المجاعة في غزة، وسأل "ماذا عن هذه الصورة؟ ما هو الضمير البشري الذي يتحمل هذه الصورة؟ كيف لنا أن بنقي صامتين؟ كيف نتمتع بالسلام في عالم يموت فيه الأطفال جوعا".
وقال "أي ضمير يمكن أن يسكت على هذا؟ هل يمكن أن يكون هناك سلام في عالم يموت فيه الأطفال؟ لدينا أطفال نحبهم. هنا، في أمريكا، في أوروبا، في أي مكان في العالم، شوكة صغيرة توخز يد طفل تؤلم قلوب والديه. لكن في غزة، تُبتر أيدي الأطفال وأذرعهم وأرجلهم دون تخدير. مع كل الاحترام، هذا هو الحضيض الذي وصلت إليه الإنسانية. لم يشهد التاريخ البشري مثل هذه الوحشية في القرن الماضي".
أما الصورة الثالثة فكانت لمجموعة من الرجال يسيرون وسط بنايات مُدمرة حتى أن ملامحها والشارع الذي يضمها قد ضاعت جراء الركام.
وقال: "لا يمكن وصف ما يحدث في غزة بالحرب. هذه سياسة تهجير وإعدام للحياة وترحيل قسري وإبادة جماعية".