أحداث خاصة

واشنطن تلاحق تمويلات "حزب الله".. مكافأة بـ10 ملايين دولار لاستهداف علي قصير

الثلاثاء 23 سبتمبر 2025 - 07:17 م
خلود مجدي
الأمصار

كثفت الولايات المتحدة الأمريكية ضغوطها على حزب الله اللبناني وشبكاته المالية، بإعلان برنامج “مكافآت من أجل العدالة” التابع لوزارة الخارجية الأميركية عن رصد مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى تعطيل الآليات المالية للجماعة، مع تركيز خاص على القيادي علي قصير، الذي يوصف بأنه أحد أبرز الوسطاء الماليين بين الحزب وفيلق القدس الإيراني.

شخصية محورية في التمويل

يعد علي قصير، وفق البيان الأميركي، الممثل الرئيسي لحزب الله في إيران، والذراع التي تدير العمليات المالية والتجارية بين الحزب والحرس الثوري الإيراني. 

وتشير المعلومات إلى أن قصير هو ابن شقيق محمد قصير، المسؤول الرفيع في الحزب، ما يمنحه نفوذاً داخلياً يسهّل له أداء مهامه المعقدة في نقل الأموال وإدارة شبكات الدعم المالي.

شركات واجهة وشحنات نفط

يلعب قصير دوراً رئيسياً عبر شركة “مجموعة تلاقي”، التي صنفت كواجهة مالية للحزب. 

وتقوم الشركة بتمويل شحنات النفط التي يرسلها فيلق القدس، بينما يتولى قصير بنفسه مهمة التفاوض على أسعار البيع وتكليف السفن بتسليم الشحنات. 

وقد أشار البرنامج الأميركي إلى أن قصير أشرف على ترتيبات شحنة النفط الإيرانية التي حملتها ناقلة “أدريان داريا 1” عام 2019، وهو ما يعكس موقعه في صلب شبكة التجارة النفطية التي يعتمد عليها الحزب لتمويل أنشطته.

العقوبات الأميركية السابقة

لم يكن اسم علي قصير غائباً عن قوائم العقوبات الأميركية؛ ففي سبتمبر2019 أدرجته وزارة الخزانة على قائمة الإرهابيين العالميين، ما ترتب عليه تجميد ممتلكاته وأصوله الواقعة تحت الولاية القضائية الأميركية، فضلاً عن حظر أي تعاملات مالية معه من جانب الأفراد والشركات الأميركية.

الأبعاد والانعكاسات

تأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية أميركية أشمل تستهدف خنق الموارد المالية للحزب، الذي يعتمد بدرجة كبيرة على شبكات تهريب النفط والتجارة غير المشروعة في المنطقة. 

ووفق مراقبين، فإن تخصيص مكافأة مالية بهذا الحجم يهدف إلى تشجيع شركاء أو وسطاء محتملين على كشف معلومات حساسة قد تساعد واشنطن على تتبّع مسارات التمويل، وربما تفكيك شبكات الدعم (الإيرانية – اللبنانية) المشتركة.

خلاصة

إعلان واشنطن عن مكافأة بملايين الدولارات يعكس إدراكها المتنامي بأن ضرب البنية المالية لحزب الله قد يكون أكثر فاعلية من أي مواجهة عسكرية مباشرة. 

ومع أن الحزب أظهر مرونة في بناء شبكات بديلة عند تعرضه للضغط، إلا أن الاستهداف المباشر لشخصيات مثل علي قصير يمثل محاولة أميركية لتقليص قدرة الحزب على المناورة، وتجفيف مصادر تمويله المرتبطة بإيران.