في إطار تعزيز الحضور الدبلوماسي ودعم العلاقات الثنائية والإقليمية، استقبلت كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية المكلفة بالشؤون الإفريقية، سلمة بختة منصوري، اليوم بمقر الوزارة، السفراء المعتمدين لدى الجزائر لكل من جمهورية مصر العربية، عبد اللطيف عبد السلام عبد اللايح، وجمهورية الصومال الفيدرالية، يوسف أحمد حسن، وجمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية.
ووفق بيان رسمي لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، فإن هذه اللقاءات شكلت فرصة لاستعراض علاقات الصداقة والتعاون التي تربط الجزائر بهذه الدول الشقيقة، والتباحث حول سبل الارتقاء بها بما يخدم المصالح المشتركة. كما تمت الإشارة إلى أهمية مواصلة التشاور والتنسيق في القضايا القارية والجهوية ذات الاهتمام المشترك، لاسيما ما يتعلق بملفات التنمية، الأمن والاستقرار في إفريقيا.
يأتي اللقاء مع السفير المصري في سياق العلاقات التاريخية بين القاهرة والجزائر، والتي تشهد زخماً متزايداً في السنوات الأخيرة سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي.
فقد أكدت الجزائر ومصر مراراً التزامهما بتعميق التعاون في مجالات الطاقة، التعليم، والاستثمارات المشتركة، إلى جانب توحيد المواقف بشأن القضايا العربية والإفريقية.
أما اللقاء مع السفير الصومالي فقد ركز على دعم مسار التعاون في المجالات الاقتصادية والأمنية، خاصة وأن الجزائر كانت من الدول الداعمة لجهود استقرار الصومال.
ويأتي هذا الحوار في وقت يشهد فيه القرن الإفريقي تحديات كبرى تتعلق بمكافحة الإرهاب وتعزيز التنمية، ما يجعل التنسيق الجزائري–الصومالي عاملاً محورياً لتعزيز الاستقرار الإقليمي.
بدوره، أبرز اللقاء مع السفير الإثيوبي حرص الطرفين على تعميق العلاقات في إطار التعاون الإفريقي المشترك. وتعد الجزائر وإثيوبيا من أبرز الدول الإفريقية الفاعلة في الاتحاد الإفريقي، حيث يتقاطع اهتمامهما في قضايا السلم والأمن، إضافة إلى تعزيز المبادلات الاقتصادية والتجارية. كما تمت الإشارة إلى أهمية التنسيق المشترك في القضايا القارية، خاصة المتعلقة بالإصلاحات داخل مؤسسات الاتحاد الإفريقي.
وتعكس هذه اللقاءات حرص الجزائر على تبني سياسة خارجية نشطة، تقوم على الحوار والتشاور مع مختلف الدول الإفريقية، بما يعزز التضامن القاري ويقوي المواقف المشتركة داخل المنظمات الإقليمية والدولية. كما تؤكد على سعي الجزائر لتعزيز حضورها كفاعل محوري في حل النزاعات ودعم مشاريع التنمية المستدامة في إفريقيا.
بهذا، تواصل الجزائر سياستها القائمة على توسيع مجالات التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة، وترسيخ مبدأ الشراكة القائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، في وقت يشهد فيه العالم تحولات عميقة تتطلب المزيد من التنسيق والعمل الجماعي.