حوض النيل

غارة على مسجد في الفاشر تقتل 11 طفلاً وتصعيد ضد استهداف المدنيين

الثلاثاء 23 سبتمبر 2025 - 04:54 م
هايدي سيد
الأمصار

شهدت مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور في السودان، فاجعة إنسانية جديدة عقب استهداف مسجد بطائرة مسيّرة أثناء صلاة الفجر يوم الجمعة الماضي، ما أسفر عن مقتل 11 طفلاً على الأقل وإصابة عدد كبير من المدنيين.

ووفقاً لتقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، فإن الأطفال الذين لقوا حتفهم تراوحت أعمارهم بين 6 و15 عاماً، في حين أشارت مصادر طبية ومحلية إلى أن عدد الضحايا قد تجاوز 70 شخصاً، بينهم ثلاثة أطباء من شبكة أطباء السودان، ما يجعل الهجوم واحداً من أكثر الحوادث دموية التي تشهدها المدينة منذ اندلاع الصراع المسلح.

ووجهت أصابع الاتهام إلى قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، حيث أكدت منظمات إغاثة محلية أن الطائرة المسيّرة التي نفذت الغارة تابعة للقوات الموالية له.

 ووصف ناشطون سودانيون الهجوم بأنه "استهداف متعمد للمدنيين"، خاصة أن المسجد كان مكتظاً بالمصلين أثناء صلاة الفجر، في ظل غياب أي مبرر عسكري.

المديرة التنفيذية لليونيسف، كاترين راسل، أعربت في بيان رسمي عن صدمتها البالغة، ووصفت الهجوم بأنه "عمل غير معقول"، مؤكدة أن ما حدث دمّر عائلات سودانية وترك الأطفال بلا شعور بالأمان في وقت يواجه فيه السودان أزمة إنسانية متفاقمة. من جانبه، أشار أنطوان جيرار، نائب منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، إلى أن الغارات التي تستهدف المستشفيات والمساجد تشكل تصعيداً خطيراً وتفاقم معاناة المدنيين المحاصرين في الفاشر ومناطق أخرى.

يأتي هذا الهجوم في سياق صراع مستمر منذ أبريل/نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والذي خلّف أكثر من 40 ألف قتيل، وأجبر نحو 12 مليون شخص على النزوح، وفقاً للمنظمات الإنسانية الدولية.

وفي سياق متصل، نفى سفير السودان لدى الولايات المتحدة، عبد الله إدريس، صحة الأنباء التي تحدثت عن مشروع قرار في الكونغرس الأمريكي لتقييد نشاط السودان في الأمم المتحدة، موضحاً أن التعديل المقترح لم يتم اعتماده.

كما دعت الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر، في بيان مشترك صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، إلى هدنة إنسانية تمتد لثلاثة أشهر، تمهيداً لوقف دائم لإطلاق النار، يليها انتقال سياسي نحو حكم مدني خلال تسعة أشهر، مؤكدين أن مستقبل السودان يجب أن يقرره السودانيون أنفسهم عبر عملية شاملة وشفافة.

ويحذر مراقبون من أن استمرار استهداف المدنيين في مناطق النزاع، وخاصة في دارفور، ينذر بمزيد من الكوارث الإنسانية، في وقت يواجه فيه السودان خطر المجاعة وانهيار الخدمات الأساسية.