وسط تصاعد التوترات في المنطقة، أعلنت «إسبانيا» التزامها الكامل بالدفاع عن «أسطول الصمود العالمي» المُتجه إلى قطاع غزة، مُحذّرة «إسرائيل» من عواقب أي محاولة للتصدي له. هذا الموقف يعكس دعم مدريد للحق في التضامن مع «الشعب الفلسطيني» ورفض التصعيد العسكري.
وفي هذا الصدد، صرّح وزير الخارجية الإسباني، «خوسيه مانويل ألباريز»، أن بلاده سترد على أي إجراء إسرائيلي ضد «أسطول الصمود» المتجه إلى قطاع غزة وعلى متنه الناشطة السويدية، «غريتا ثونبرغ»، حسبما أفادت وكالة «نوفوستي» الروسية، اليوم الثلاثاء.
وجاء في بيان صحفي صادر عن وزارة الخارجية الإسبانية، أن الوزير أكد أن «إسبانيا سترد على أي عمل ينتهك حرية التنقل وحرية التعبير والقانون الدولي».
وأشار «ألباريز»، إلى الطابع السلمي والإنساني للمبادرة التي أنطلقت من برشلونة. ونوه بأن مدريد تُوفر الحماية الدبلوماسية والقنصلية لجميع أعضاء الأسطول الإسبان. كما كلّف وزير الخارجية السفير في تونس بالتحقيق في ملابسات الهجوم الأخير بطائرة مُسيّرة على سفن الأسطول في المياه التونسية.
وفي وقت سابق، أصدرت إسبانيا، إلى جانب (16) دولة أخرى، بيانا أعربت فيه عن قلقها بشأن سلامة المشاركين في الأسطول، ودعت إلى الامتناع عن أي أعمال غير قانونية أو عنيفة ضدهم.
وذكرت الوثيقة بأن انتهاكات القانون الدولي، بما في ذلك الهجمات على السفن في المياه الدولية أو الاحتجاز غير القانوني، من شأنها أن تستلزم المسؤولية.
وحاولت سفن «أسطول الحرية» كسر الحصار عن قطاع غزة عدة مرات دون أن تنجح في الوصول إلى القطاع المحاصر. على سبيل المثال، في يونيوكانت سفينة «مادلاين» متجهة إلى غزة وعلى متنها (12) ناشطًا وصحفيًا، من بينهم الناشطة المناخية السويدية «غريتا ثونبرغ»، لكن القوات الإسرائيلية اعترضتها في المياه الدولية، واحتجزت طاقمها ورحّلته. وفي يوليو ، لاقت سفينة «حنظلة» المصير نفسه، وكان على متنها (21) ناشطًا من (12) دولة.
من ناحية أخرى، ردّت «إسرائيل» بلهجة غاضبة على ما وصفته بالدعم العلني من جانب «الحكومة الإسبانية» للتظاهرات المُؤيدة لفلسطين، مُعتبرة أن هذا الموقف يُمثّل انحيازًا صارخًا ويُشكّل مساسًا بعلاقات الدولتين، وسط تصاعد الانتقادات داخل حكومة الاحتلال.
وفي هذا الصدد، انتقد وزير الخارجية الإسرائيلي، «جدعون ساعر»، الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين في سباق الدراجات «فويلتا إسبانيا». حيث كتب على صفحته على منصة «إكس»: «قبل أيام قليلة، أعرب رئيس الوزراء الإسباني، (بيدرو سانشيز)، عن أسفه لعدم امتلاكه قنبلة نووية لردع إسرائيل، واليوم دعا المتظاهرين إلى النزول إلى الشوارع».
وقال ساعر: «استمعت الحشود المؤيدة للفلسطينيين إلى رسائله التحريضية، فعطلت سباق (فويلتا)، ولذلك أُلغي حدث رياضي لطالما كان مصدر فخر لإسبانيا. «سانشيز» وحكومته عار على إسبانيا!».
وقد أفادت صحيفة «إل باييس» الإسبانية، في وقت سابق، بأن أكثر من (100) ألف شخص يُشاركون في احتجاجات مدريد الداعمة لفلسطين.
وأعاق المتظاهرون المرحلة الأخيرة من سباق الدراجات «فويلتا»، وأبدى المتظاهرون معارضتهم لمشاركة الفريق الإسرائيلي في السباق. وشارك حوالي (1500) شرطي في العملية الأمنية.
ويبدو أن التوتر بين «تل أبيب ومدريد» مُرشح للتصاعد، في ظل تباين المواقف تجاه الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، ما يُلقي بظلاله على علاقات دبلوماسية كانت تُوصف سابقًا بـ«الهادئة والمستقرة».
على جانب آخر، في وقت تتفاقم فيه المُعاناة داخل «قطاع غزة»، وتشتد الحاجة إلى الإغاثة الطبية، أبحرت من «السواحل الليبية» بارقة أمل تحمل على متنها رسالة إنسانية سامية، ضمن «أسطول الصمود العالمي» الهادف إلى كسر الحصار وتقديم العون للمنكوبين.