عادت أجواء الفوضى إلى الغرب الليبي مساء اليوم، بعد اندلاع اشتباكات مسلحة في مدينة صبراتة الواقعة على الساحل الغربي، حيث شهد حي دحمان مواجهات عنيفة بالأسلحة المتوسطة بين مجموعة من السكان المحليين وتشكيل مسلح يُعرف باسم "الكابو"، بحسب ما أفاد به شهود عيان.
وأوضح الشهود أن المواجهات اندلعت داخل الأحياء السكنية المكتظة، ما أثار حالة من الذعر بين المدنيين، خاصة مع تردّد أصوات الرصاص والانفجارات في الشوارع. ولم تُسجّل حتى الآن حصيلة دقيقة للخسائر البشرية أو المادية الناتجة عن هذه الأحداث، وسط تضارب المعلومات الميدانية.
وحتى ساعة إعداد هذا التقرير، لم تُصدر السلطات الأمنية الليبية أي بيان رسمي حول أسباب الاشتباكات أو تفاصيلها، الأمر الذي زاد من قلق السكان ودفع العديد من العائلات إلى النزوح المؤقت عن المنطقة.
في المقابل، سارع أعيان المدينة وشيوخ القبائل إلى عقد اجتماعات طارئة لبحث سبل التهدئة واحتواء التوتر، مؤكدين أن الأولوية تتمثل في حماية المدنيين ومنع انزلاق الأوضاع إلى مواجهة أوسع قد تهدد استقرار المدينة.
وتُعد صبراتة من المدن التي شهدت مراراً مواجهات مسلحة بين تشكيلات محلية مختلفة، في ظل غياب سيطرة مركزية قوية من الحكومة.
ويخشى مراقبون أن تؤدي هذه الأحداث إلى إعادة إنتاج دوامة العنف التي تعاني منها مدن الغرب الليبي منذ سنوات، حيث غالباً ما تتحول الخلافات الشخصية أو النزاعات حول النفوذ إلى مواجهات مفتوحة بين المجموعات المسلحة.
وكانت مدينة جنزور، القريبة من طرابلس، قد شهدت قبل يومين فقط اشتباكات مماثلة بين القوة الأمنية المشتركة وأحد قادة المنطقة العسكرية الساحل الغربي، وهو ما يعكس هشاشة الوضع الأمني في مجمل المنطقة الغربية.
ويرى محللون أن تكرار هذه المواجهات يشير إلى ضرورة الإسراع في توحيد الأجهزة الأمنية تحت سلطة الدولة، وتفكيك التشكيلات غير النظامية، لتفادي استمرار حالة الفوضى التي تضع المدنيين في قلب الخطر.