الشام الجديد

الشرع أول رئيس سوري يلقي خطابًا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ 58 عاماً

الإثنين 22 سبتمبر 2025 - 07:16 م
مصطفى سيد
الرئيس السوري
الرئيس السوري

يلقي الرئيس السوري أحمد الشرع يوم الأربعاء المقبل خطاباً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في حدث وُصف بالتاريخي لكونه أول مشاركة لرئيس سوري في هذا المحفل الدولي منذ ما يقارب 58 عاماً. 

وكانت آخر مشاركة عام 1967 حين ألقى الرئيس الراحل نور الدين الأتاسي كلمة أمام الجمعية عقب نكسة يونيو.

وتكتسب هذه المشاركة زخماً سياسياً وإعلامياً واسعاً، إذ تأتي في وقت حساس تمر به سوريا على المستويين الداخلي والخارجي. وبحسب تصريحات المندوب الدائم لسوريا لدى الأمم المتحدة، إبراهيم العلبي، فإن الخطاب المرتقب للرئيس الشرع سيكون محطة محورية، لما يتضمنه من رسائل حول مستقبل سوريا، ورؤيتها للتعاون مع المجتمع الدولي.

ومن المقرر أن يشارك الرئيس السوري مساء غدٍ الثلاثاء في ندوة ينظمها معهد الشرق الأوسط في نيويورك، وسط توقعات بلقاء مرتقب مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى جانب اجتماعات مع مسؤولين عرب وغربيين، ما يعكس عودة تدريجية لسوريا إلى دائرة الحوار الدولي بعد سنوات من العزلة.

وفي لقاء مع أبناء الجالية السورية بالولايات المتحدة، شدد الشرع على ضرورة توحيد الصف السوري ووضع خطة سليمة لإعادة بناء البلاد، مؤكداً أن سوريا تملك موارد بشرية واقتصادية تؤهلها للنهوض مجدداً، شريطة توافر الإرادة والوحدة الوطنية. وقال: "ما ينقصنا ليس القدرات، بل خطة واضحة ووحدة صف تعيد سوريا إلى مكانتها كعروس الشرق الأوسط".

ورجحت مصادر سورية أن تكون ملفات رفع العقوبات الدولية والمفاوضات مع إسرائيل في صدارة جدول أعمال المباحثات الجارية في نيويورك. وأشارت تقارير إلى أن هناك محاولات أميركية لرعاية اتفاق أمني بين دمشق وتل أبيب، بالتوازي مع مباحثات بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) بشأن مستقبل الإدارة الذاتية.

كما تسعى أطراف إقليمية ودولية إلى استغلال انعقاد الجمعية العامة للدفع نحو تسوية أوسع، تشمل جنوب سوريا ومناطق النزاع الأخرى، رغم معارضة بعض الأطراف المحلية مثل الشيخ حكمت الهجري الذي رفض اتفاق السويداء الأخير.

ويُنظر إلى خطاب الشرع على أنه لحظة فارقة قد تحدد ملامح الدور السوري في المرحلة المقبلة، سواء عبر الانخراط في مسار تسوية شاملة أو الاستمرار في مواجهة التحديات المعقدة التي تفرضها الأزمة السورية الممتدة منذ أكثر من عقد.