أعلن وزير الخارجية الدنماركي لارس لوكه راسموسن، اليوم الاثنين، أن بلاده تعمل على خطة واضحة للاعتراف بدولة فلسطينية، مؤكداً أن الموقف الرسمي سيعرض خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك.
وقال راسموسن عبر حسابه على “إنستغرام”: “نأمل أن نصل إلى الاعتراف بدولة فلسطينية”، مشيراً إلى أن كوبنهاغن ستضع إطاراً دبلوماسياً أكثر وضوحاً إزاء هذا الملف الشائك، تماشياً مع المستجدات الدولية الأخيرة.
وفي سياق متصل، كانت رئيسة الوزراء الدنماركية مته فريدريكسن قد فتحت الباب في تصريحات سابقة أمام الاعتراف بالدولة الفلسطينية، لكنها ربطت ذلك بضمان قيام دولة ديمقراطية قادرة على الاستمرار.
وقالت: “نحن لا نقول لا للاعتراف بفلسطين كدولة. نحن نؤيد ذلك... ولكن، بالطبع، يجب أن نكون متأكدين من أنها ستكون دولة ديمقراطية”.
وتزامن الموقف الدنماركي الجديد مع موجة اعترافات وُصفت بالتاريخية حصلت عليها فلسطين يوم الأحد، من كل من بريطانيا وكندا وأستراليا، في خطوة منسقة تقريباً، قبل أن تعلن البرتغال لاحقاً موقفاً مماثلاً.
وبهذه المواقف، ارتفع عدد الدول التي اعترفت رسمياً بدولة فلسطين إلى 153 دولة، وهو ما يعكس تحوّلاً ملحوظاً في مواقف بعض القوى الغربية التقليدية التي كانت متحفظة في السابق على هذه الخطوة.
ويأتي ذلك عشية مؤتمر دولي رفيع المستوى يعقد في القاعة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة، عند الثالثة بعد ظهر اليوم الاثنين بتوقيت نيويورك (الثامنة مساء بتوقيت غرينتش)، برئاسة مشتركة (سعودية ـ فرنسية)، لبحث سبل تفعيل “حل الدولتين” كإطار لإنهاء الصراع (الفلسطيني ـ الإسرائيلي).
ويتوقع مراقبون أن يحمل المؤتمر زخماً إضافياً نحو اعترافات جديدة، فضلاً عن ضغوط دبلوماسية متزايدة على إسرائيل والولايات المتحدة لتغيير مواقفهما حيال الدولة الفلسطينية.
جدير بالذكر أن المواقف الأخيرة تعكس إدراكاً متنامياً لدى المجتمع الدولي بأن تسوية النزاع (الفلسطيني ـ الإسرائيلي) لا يمكن أن تتحقق دون الاعتراف الرسمي بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم.
كما يسلط هذا الزخم الضوء على العزلة المتزايدة لإسرائيل في بعض الأوساط الدولية، خصوصاً في ظل تصاعد الانتقادات للسياسات الاستيطانية.
وبينما تتجه الأنظار إلى نيويورك، يأمل الفلسطينيون أن تترجم هذه الاعترافات إلى خطوات عملية تضمن حقوقهم السياسية، وتعزز فرص إحياء عملية السلام المتعثرة منذ سنوات.