في تعليق لافت، وصف الرئيس الإسرائيلي، «يتسحاق هرتصوغ»، الاعتراف الدولي بدولة فلسطين بأنه «يوم حزين بلا جدوى»، مُؤكّدًا أن هذه الخطوة لن تُؤدي إلى تغيير حقيقي على الأرض أو تُسهم في إحلال السلام بالمنطقة.
وكتب «هرتصوغ»، في حسابه على منصة «إكس»: «بعد أحداث السابع من أكتوبر، وبينما تُواصل حماس حملتها، وبينما تُواصل احتجاز (48) رهينة في أنفاق غزة وسجونها، فإن اعتراف بعض الدول اليوم بدولة فلسطينية يحظى، كما هو متوقع، بتشجيع حماس».
وأضاف: «هذا الأمر لن يُساعد أي فلسطيني، لن يُحرر أي رهينة، وهذا الأمر لن يُساعدنا في التوصل الى اتفاق بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وهذا لن يُؤدي سوى الى تعزيز قوى الظلام».
واختتم رئيس إسرائيل: «إنه يوم حزين لمن يسعون إلى سلام حقيقي».
يُذكر أن «كندا وبريطانيا وأستراليا»، قد أعلنت رسميًا، يوم الأحد، اعترافها بالدولة الفلسطينية، كما أعلنت «البرتغال» الاعتراف بدولة فلسطين، لتنضم بذلك إلى قائمة مُتزايدة من الدول التي تُعلن اعترافها بالدولة الفلسطينية.
هذا ورحبت العديد من الدول والمنظمات العربية، أمس الأحد، بإعلان كندا وأستراليا وبريطانيا اعترافها بدولة فلسطين.
ويأتي الاعتراف الجديد بدولة فلسطين عشية استئناف المؤتمر الدولي رفيع المستوى للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين بقيادة «السعودية وفرنسا».
في تطور جديد يُضيف مزيدًا من التعقيد إلى «المشهد السياسي الأمريكي»، أثار إعلان حلفاء «الولايات المتحدة» اعترافهم بدولة «فلسطين» غضبًا واسعًا داخل «الأوساط الجمهورية»، ما يُهدد بإشعال صراعات داخل الحزب وحلفائه.
وفي هذا الصدد، وجّه أعضاء في الحزب الجمهوري الأمريكي انتقادات إلى «بريطانيا وكندا وأستراليا» بسبب إعلانها الاعتراف بدولة فلسطين، حسبما أفادت وسائل إعلام أمريكية، اليوم الإثنين.
ووردت ردود الأفعال الأمريكية الأولى حتى قبل إعلان الدول الثلاث لاعترافها الرسمي بفلسطين، حيث صرّح الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء البريطاني، «كير ستارمر»، يوم 18 سبتمبر بأن لديه «اختلافًا مع رئيس الوزراء بهذا الشأن».
وفي أعقاب إعلان الاعتراف، قالت «نيكي هيلي»، المندوبة الأمريكية السابقة لدى الأمم المتحدة التي شاركت في السباق للفوز بحق الترشح للرئاسة الأمريكية عن الحزب الجمهوري أثناء الحملة الانتخابية الأخيرة، إن هذه الخطوة كانت «استسلامًا أمام حماس».
واعتبرت «هيلي»، أن حلفاء واشنطن «كانوا يهتمون بإرضاء حماس أكثر من الإفراج عن الرهائن وإنهاء الحرب».
من جهته، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي، «يرايان ماست»، إن الاعتراف بـ«دولة فلسطين» هو تلويح فارغ بالفضيلة الزائفة، وهو يُقدّم مكافأة لـ«حماس».
بدوره، اتهم السيناتور، «ليندسي غراهام»، الدول الثلاث بأنها «تُقدّم المكافأة للنازيين الدينيين المعاصرين».
وعلى المستوى الرسمي دان وزير الخارجية، «ماركو روبيو» القرار، واصفًا إياه بأنه «صفعة على وجه ضحايا هجوم 7 أكتوبر».
وكان عدد من أعضاء الكونغرس الجمهوريين قد وجهوا رسالة، في وقت سابق، إلى رئيس الوزراء الأسترالي، «أنتوني ألبانيزي»، ونظيريه الكندي «مارك كارني»، والبريطاني «كير ستارمر»، إضافة إلى الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» الذي أعلن عن خططه للاعتراف بدولة فلسطين أيضًا، انتقدوا فيها خطط الزعماء للاعتراف بفلسطين، مُعتبرين هذه الخطوة «مُتهورة».
ودافع زعماء بريطانيا وكندا وأستراليا عن قرارهم، مُعتبرين أنه سيُساعد في تحقيق حل الدولتين، معبرين عن إدانتهم لحركة «حماس».
ويأتي ذلك على خلفية استمرار الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، حيث أعلنت «تل أبيب» عن خططها لاحتلال قطاع غزة من أجل إنهاء حكم «حماس» في القطاع وتحرير الرهائن.
ويبقى «الملف الفلسطيني» محور توترات داخل «الأوساط السياسية الأمريكية»، مع توقعات باستمرار الجدل بين الجمهوريين وحلفاء واشنطن خلال الفترة المُقبلة.