في خضم تحركات دبلوماسية مُكثفة وتحالفات دولية تتبدل على وقع «الحرب في غزة»، خرج رئيس حزب المستقبل التركي، «أحمد داوود أوغلو» بموقف واضح وصريح، واضعًا شرطًا سياسيًا ثقيلًا أمام الرئيس «رجب طيب أردوغان»، قبيل زيارته المُرتقبة إلى واشنطن.
وفي هذا الصدد، نصح أحمد داوود أوغلو، الرئيس «أردوغان»، برفض إبرام أي «صفقة تجارية» مع الولايات المتحدة دون تحقيق وقف النار بغزة، وأن يفرض أجندته خلال زيارته المرتقبة لواشنطن.
وفي تصريحات له عبر حسابه على منصة «إكس»، علّق داوود أوغلو، على دعوة الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب» لأردوغان لزيارة واشنطن، مُحذرًا من أن «ترامب قد يأتي بمفاجآت».
وأوصى داوود أوغلو، الذي شغل سابقًا منصب وزير الخارجية في تركيا، السُلطات في أنقرة بالاستعداد جيدًا للزيارة، وقال: «ارفعوا صوتكم في نيويورك، وكونوا أنتم من يحدد الأجندة في واشنطن».
وأشار داوود أوغلو إلى أن توقيت الزيارة، التي تأتي بعد قمة قادة الجمعية العامة للأمم المتحدة يومي 22 و23 سبتمبر، له دلالاته، مُعتبًرا أن «ترامب» يهدف إلى منع «أردوغان» من تبني خطاب قد يزعج الولايات المتحدة في الجمعية العامة، حتى لو انتقد إسرائيل.
وفي إشارة إلى التطورات في غزة، لفت داوود أوغلو إلى أن أردوغان وجّه انتقادات حادة لرئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، لكنه استثنى ترامب من هذه الانتقادات. وأضاف أن ترامب يُركّز في تصريحاته على قضايا مثل (طائرات بوينغ وF-16 وF-35)، مُشيرًا إلى أن «ترامب يتعامل مع تركيا وغيرها من الدول كمدير تنفيذي للشركات الأمريكية، يسعى لبيع منتجاتها».
وذكر داوود أوغلو، أن تركيا استبعدت من مشروع (F-35) بسبب شرائها منظومة (S-400) الروسية، مما أدى إلى توتر العلاقات مع «الناتو»، مُتوقعًا أن يُطالب ترامب بحل هذه المسألة. وانتقد داوود أوغلو تجاهل ترامب لقضايا حيوية مثل «غزة وسوريا وأوكرانيا» في تصريحاته.
ودعا داوود أوغلو، الرئيس أردوغان إلى الرد برسالة واضحة، تشمل مناقشة وقف إطلاق النار في غزة، واستقرار سوريا والشرق الأوسط، والحرب الروسية الأوكرانية. وأكد أن على الزعيمين التركي والأمريكي الجلوس على قدم المساواة، واقترح أن يُعلن أردوغان أنه «لن يُبرم أي اتفاقية تجارية مع أمريكا دون وقف إطلاق النار في غزة».
وختم داوود أوغلو بالقول: إن «أردوغان، الذي تلقى من قبل رسالة من رئيس دولة أخرى تقول له «لا تكن أحمقا»، يجب أن يجلس بكرامة ووقار في واشنطن، وألا ينسى أبدا أنه يحمل وراءه ليس فقط (85) مليون مواطن، بل تقليد دولة تمتد عبر قرون من الخبرة التاريخية».
من ناحية أخرى، في زمنٍ تتصاعد فيه ألسنة النار فوق غزة، وتُسفك فيه دماء الأبرياء بلا هوادة، خرج الرئيس التركي، «رجب طيب أردوغان»، بصوتٍ جهور، مدوٍّ، ليكسر جدار الصمت الدولي، ويُوجّه هجومًا لاذعًا ضد رئيس وزراء الاحتلال «بنيامين نتنياهو»، واصفًا إياه بـ«الطاغية الكافر» الذي يرتكب المجازر أمام أنظار العالم المُتفرج.