دعا رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون، الولايات المتحدة إلى التوقف عن المطالبة بنزع سلاح بلاده النووي، مشدداً على أن هذا الملف غير مطروح للتفاوض.
وأوضح، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام دولية، أن بلاده منفتحة على إجراء محادثات مع واشنطن، غير أن هذه المحادثات لن تكون على حساب قدراتها الدفاعية أو مكانتها السيادية.
وأكد كيم بشكل قاطع: "لن نتخلى أبدا عن القوة النووية، بل سنواصل تعزيزها وتطويرها باعتبارها ضمانة لأمننا وسيادتنا"، لافتاً إلى أن بلاده ماضية في نهجها الرامي إلى امتلاك قوة ردع راسخة في مواجهة أي تهديدات خارجية.
وخلال خطابه بمناسبة الذكرى السابعة والسبعين لتأسيس جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، شدد كيم على أن سيادة بلاده غير قابلة للمساس، قائلاً: "لا أحد، وبأي وسيلة، يستطيع المساس بمكانة دولتنا وأمنها المطلقين، ولا توجد قوة قادرة على عكس مسار هذا التيار القوي نحو عصر الرخاء الذي صنعناه بأيدينا".
وأوضح أن كوريا الشمالية حققت إنجازاتها بفضل نظامها الاشتراكي القائم على "العدالة والحقيقة"، مشيرًا إلى أن بناء نظام سياسي قوي واقتصاد وطني متماسك كان ثمرة كفاح الشعب الكوري وإصراره.
وأضاف الزعيم الكوري أن بلاده لن تسمح بأن يترك مصيرها بيد قوى خارجية، معتبراً أن كل النجاحات التي تحققت جاءت نتيجة الاستقلالية في القرار الوطني ومواجهة الضغوط والعقوبات الدولية المفروضة عليها منذ عقود.
وبمناسبة اليوم الوطني، وجه كيم جونغ أون تهنئة إلى جميع الكوريين، بما في ذلك العاملون في مختلف القطاعات، وضباط وجنود "جيش الشعب الكوري"، الذين وصفهم بأنهم الدعامة الأساسية لبقاء الدولة وتعزيز قوتها. وأشاد بإسهاماتهم في بناء الوطن وزيادة هيبته الدولية، مثنيًا كذلك على عائلاتهم لدعمهم المستمر.
تأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه شبه الجزيرة الكورية توترًا متصاعدًا، مع استمرار المناورات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، والتي تعتبرها بيونغ يانغ تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.
ويعكس خطاب كيم مزيجاً من التحدي والانفتاح المشروط، في محاولة لإيصال رسالة مزدوجة مفادها أن كوريا الشمالية مستعدة للحوار، ولكن من موقع قوة لا خضوع.
