بينما تزداد حرارة المشهد السياسي في الشرق الأوسط، يتوالى اعتراف المجتمع الدولي بدولة فلسطين في مشهد يصفه مراقبون بأنه "تحول تاريخي" يعيد إحياء الأمل بحل الدولتين.
ففي يوم واحد فقط، أعلنت بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال اعترافها الرسمي، لتلتحق بأكثر من 150 دولة حول العالم تؤيد حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة.
لكن هذا الزخم الدبلوماسي يتزامن مع تقارير إسرائيلية عن ضوء أخضر أميركي لخطوة أحادية قد تشعل المنطقة مجددًا: ضم أجزاء من الضفة الغربية تحت سيادة الاحتلال.
وذكرت القناة الإسرائيلية 15 أن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أبدى موافقة مبدئية على منح الحكومة الإسرائيلية حق المضي في فرض سيادتها على الضفة الغربية، فيما يُرجَّح أن يحسم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو موقفه بعد خطابه المرتقب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ولقائه بالرئيس الأميركي دونالد ترامب.
على الجانب الآخر، رحّبت السعودية بهذه الاعترافات، معتبرة أنها تمثل التزامًا دوليًا جادًا بدعم مسار السلام، وتفتح نافذة لتعزيز حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية. وأكدت وزارة الخارجية السعودية أن اتساع رقعة الاعتراف من شأنه تمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وفي السياق ذاته، أعلن وزير خارجية البرتغال باولو رانغيل أن بلاده اعترفت رسميًا بدولة فلسطين استنادًا إلى مداولات حكومية عُقدت في 18 سبتمبر، مؤكدًا أن الحل القائم على دولتين يظل الخيار الواقعي الوحيد لتحقيق سلام عادل ودائم، مع التشديد على احترام حق إسرائيل في الوجود.
أما بريطانيا، فقد كشف رئيس وزرائها كير ستارمر عن قرار بلاده بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، مشددًا على أن الهدف هو إبقاء أمل السلام حيًا، ورافضًا في الوقت نفسه أي دور مستقبلي لحركة حماس في الحكم أو الأمن. كما أعلن ستارمر عن خطط لفرض عقوبات إضافية على قيادات من الحركة، داعيًا إلى الإفراج الفوري عن جميع الرهائن، وإلى إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة دون قيود.
ومع انضمام هذه الدول الأربع، ارتفع عدد الدول التي تعترف رسميًا بفلسطين إلى أكثر من 150 دولة حول العالم، في وقت يتقاطع فيه المسار الدبلوماسي مع تصعيد سياسي وأمني متوقع في حال أقدمت إسرائيل على خطوات ضم جديدة، ما يضع مستقبل عملية السلام أمام مفترق حاسم بين التسوية أو المزيد من الانفجار.