أصدر الحرس الثوري الإيراني، اليوم الأحد، بيانًا شديد اللهجة بمناسبة انطلاق فعاليات "أسبوع الدفاع المقدس"، الذي يوافق الذكرى الخامسة والأربعين لاندلاع الحرب (العراقية - الإيرانية) عام 1980، مؤكداً أن الجمهورية الإسلامية "لن تسمح بتكرار الأخطاء الاستراتيجية ضدها"، وأن أي اعتداء جديد سيواجه بـ"رد قاتل وذي عبرة".
وجاء في البيان أن "تجربة الدفاع المقدس الأولى والثانية"، في إشارة إلى حرب الثمانينيات مع العراق وما سماه "التصدي للهجوم الإسرائيلي على إيران" خلال الأسابيع الماضية ــ أثبتت أن الردع الفعال لا يتحقق إلا من خلال "الاستعداد الدائم، والإبداع في صياغة الاستراتيجيات والتكتيكات، والتطوير المستمر للقدرات الدفاعية والعسكرية المتقدمة".
وأضاف البيان أن إيران "تمسك بزمام المبادرة في ساحة المعركة"، محذراً من أن أي خطأ في الحسابات أو مغامرة جديدة من جانب "العدو الصهيوني" لن تمر دون عقاب، وأن الرد الإيراني سيكون "سريعاً وقاسياً يترك أثراً رادعاً".
يأتي هذا التصعيد في ظل تقارير إسرائيلية تشير إلى أن القيادة السياسية والعسكرية في تل أبيب، وبعد ما اعتبرته "نصراً واضحاً" في عملية "الأسد الصاعد" الحرب التي استمرت 12 يوماً مع إيران تستعد لجولات أخرى، وسط توقعات بموجة تصعيد جديدة على الجبهة الإقليمية.
عملية "الأسد الصاعد"، التي اندلعت قبل أسابيع، مثلت أول مواجهة مفتوحة بهذا الحجم بين إسرائيل وإيران، حيث شملت ضربات جوية وصاروخية متبادلة، وخلفت خسائر بشرية ومادية كبيرة، قبل أن تنتهي بهدنة هشة برعاية دولية.
ورغم إعلان إسرائيل تحقيق أهدافها، فإن طهران اعتبرت أنها تمكنت من "امتصاص الضربة" وأثبتت قدرتها على الصمود والمواجهة.
يرتبط "أسبوع الدفاع المقدس" في إيران بذكرى اندلاع الحرب (العراقية- الإيرانية) في سبتمبر 1980، وهي الحرب التي استمرت ثماني سنوات وأسهمت في صياغة العقيدة العسكرية للجمهورية الإسلامية.
ويستغل الحرس الثوري هذه المناسبة سنوياً لإبراز قدراته الدفاعية والتقنية واستعراض إنجازاته في مجال التصنيع العسكري.
لا يقتصر بيان الحرس الثوري على كونه خطاباً دعائياً داخلياً، بل يحمل أيضاً رسائل ردع للخارج، خصوصاً في ظل احتدام الصراع مع إسرائيل، وتنامي التوتر في المنطقة.
فإيران تسعى لإظهار أنها قادرة على الردع والمبادرة، في وقت تواجه فيه عزلة دولية وضغوطاً اقتصادية متزايدة.
وبينما يواصل كل طرف استعراض قوته العسكرية، يبقى السؤال مطروحاً حول ما إذا كانت المنطقة مقبلة على مواجهة جديدة، أم أن رسائل التصعيد ستظل في حدود الحرب الكلامية والإعلامية.