أحداث خاصة

رغم الرفض الأفغاني.. لماذا تتمسك واشنطن بقاعدة «باغرام»؟

الأحد 21 سبتمبر 2025 - 06:36 ص
خلود مجدي
ترامب
ترامب

لوح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بفرض عواقب "سيئة" على أفغانستان إذا لم توافق على تسليم قاعدة “باغرام” الجوية للولايات المتحدة، في خطوة أعادت ملف الوجود العسكري الأمريكي إلى الواجهة بعد أربع سنوات من انسحاب القوات الأمريكية من البلاد.

وقال ترامب في تدوينة عبر منصته "تروث سوشيال": "إذا لم تعد أفغانستان قاعدة باغرام الجوية إلى سيطرة الولايات المتحدة فإن أمورا سيئة ستحدث"، دون أن يوضح طبيعة هذه "العواقب" أو ما قد تتخذه واشنطن من خطوات في حال استمرار الرفض الأفغاني.

أهمية استراتيجية قرب الصين

وفي مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أكد ترامب أن الولايات المتحدة "تحاول استعادة باغرام"، مشيراً إلى أن موقعها الجغرافي القريب من الصين يجعلها ذات أهمية قصوى بالنسبة لواشنطن.
وتقع القاعدة على بعد 11 كيلومتراً جنوب شرقي مدينة شاريكار في ولاية باروان الأفغانية، وكانت في السابق كبرى القواعد الأمريكية في البلاد ومركزاً لعملياتها العسكرية والاستخباراتية، قبل أن تسقط تحت سيطرة حركة طالبان في أعقاب الانسحاب الأمريكي عام 2021.

رفض أفغاني قاطع

ويعد هذا التهديد الجديد امتداداً لمواقف سابقة لترامب الذي أعرب مراراً عن رغبته في استعادة القاعدة. 

غير أن طالبان أكدت في أكثر من مناسبة رفضها القاطع لعودة أي وجود عسكري أمريكي، معتبرة ذلك انتهاكاً لسيادة البلاد.
وفي السياق ذاته، كتب ذاكر جلال، المسؤول بوزارة الخارجية الأفغانية، على منصة "أكس": "إن أفغانستان والولايات المتحدة بحاجة إلى التعاون مع بعضهما البعض، لكن من دون أن تحتفظ الولايات المتحدة بأي وجود عسكري في أي جزء من البلاد".

خلفيات وأبعاد دولية

وتحمل تصريحات ترامب أبعاداً تتجاوز الملف الأفغاني، إذ تعكس قلقاً أمريكياً متزايداً من تمدد النفوذ الصيني والروسي في آسيا الوسطى. 

ويعتبر موقع باغرام نقطة ارتكاز محتملة للولايات المتحدة، ليس فقط لمراقبة الوضع في أفغانستان، بل أيضاً لمتابعة التحركات الإقليمية في الصين وإيران وباكستان.

إلا أن استعادة القاعدة تبدو بعيدة المنال في ظل رفض طالبان القاطع، إلى جانب الحساسية الشعبية في أفغانستان تجاه أي وجود عسكري أجنبي بعد عقدين من الحرب. 

ومع ذلك، فإن استمرار ترامب في طرح الملف يعكس إصراره على إعادة التموضع الأمريكي في المنطقة، ولو عبر التلويح بالضغوط والتهديدات.

وبين رغبة واشنطن في استعادة نفوذها، وإصرار كابول على حماية سيادتها، يبقى مستقبل قاعدة باغرام أحد الملفات الشائكة التي قد تعيد خلط الأوراق في المنطقة المضطربة.